لماذا تتواصل عمليات القصف الحوثية بالطائرات المسيرة على موانئ حضرموت وشبوة على بحر العر ب في الوقت الذي تتصاعد فيه الهبة الحضرمية في مناطق الوادي والصحراء مطالبةً بترحيل قوات المنطقة العسكرية الأولى من هذه المناطق ؟
ما العلاقة بين ما تنفذه الجماعة الحوثية من اعتداءات مخصصة للجنوب فقط وفي محافظة حضرموت بالذات حيث المصادر النفطية وحيث القوات المشكوك في ولائها وعلاقاتها ومواقف قياداتها وحيث الهبة الرافضة لاستمرار وجود تلك القوات؟
سؤالٌ منطقيٌ لا بد أن يخطر على بال كل سياسي بل وكل مبتدئ في التعاطي مع الشأن السياسي؟
منذ إعلان مهلة الشهر التي حددتها قيادة الهبة الحضرمية الثانية ممثلة بالشيخ حسن الجابري ورفاقه، لترحيل قوات المنطقة العسكرية الأولى واستبدالها بقوات من أبناء حضرموت، تعرض ميناء الضبة في مدينة الشحر لأكثر من اعتداء بالطيران المسير من قبل الجماعة الحوثية، ومع عدم التعرض للفرضيات التي تقول أن الطائرات تنطلق من معسكرات المنطقة العسكرية الأولى (وهو أمرٌ منطقيٌ وواردٌ جداً) فإن التزامن بين الهبة وما يتعرض له ميناء الضبة يرجح الشكوك التي كنا قد طرحناها منذ وقت مبكر حول ولاء قوات المنطقة العسكرية الأولى وتبعيتها، فمنذ العام 2015م لم نسمع عن طلقة رصاص واحدة أطلقتها تلك القوات لا في مواجهة الجماعة الحوثية ولا في مواجهة الأرهاب والجماعات الإرهابية، والمرات التي أطلق جنود وقادة هذه المنطقة رصاصهم كانت تلك الرصاصات موجهة إلى صدور أبناء حضرموت في فعالياتهم السلمية الرافضة لسياسات نهب الثروات والتعامل معهم بسلوك احتلالي بامتياز، ونتذكر جميعا القرار الذي أصدره الرئيس عبد ربه منصور هادي والقاضي بتوجيه بعض الوحدات العسكرية من تلك القوات لمؤازرة انتفاضة أبناء حجور في محافظة حجة، وكيف تم التمرد على هذا القرار من خلال التسويف والمماطلة في تنفيذه حتى استكمل الحوثيون سحق انتفاضة أبناء ومشائخ ووجهاء حجور رحم الله شهداءهم وشفى الله جرحاهم وفك أسراهم.
التكامل بين السياسات القمعية التي تتخذها قوات المنطقة العسكرية الأولى تجاه أبناء الوادي والصحراء وكل حضرموت وبين الهجمات الحوثية على موانئ حضرموت لا تخطئه العين، هذا على افتراض أن الطائرات المسيرة تأتي من صنعاء وما جاورها وليس من معسكرات الوادي والصحراء، فالحوثيون يقولون لأبناء حضرموت من خلال هذه الهجمات: كفوا عن هبتكم واقلعوا عن فكرة ترحيل قوات المنطقة العسكرية الأولى وإلا فأنتم هدفنا الدائم!
* * *
كشف الناشط والمحلل السياسي محمد با حداد وفي حديث له على قناة عدن المستقلة من خلال برنامج (المشهد الجنوبي) أن مكتب شركة بترومسيله في صنعاء وهو مكتبها الرئيسي، تديره إحدى الناشطات الحوثيات، ما يعني أن الهجمات الحوثية على موانئ حضرموت هي دفاعاً على الوضع الراهن وبقاء القوات المنطقة العسكرية الأولى لحماية حصة الحوثيين من عائدات مبيعات النفط الحضرمي،.
إن الحديث في هذا الأمر يطول، لكن السؤال هو: هل اقتنع رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي بأن قوات المنطقة العسكرية الأولى تخدم المشروع الحوثي وأنها تشكل خطرا على شرعيتهم ومشروعيتهم؟ أم ما يزالون ينتظرون حتى يسمعوا أصداء الصرخة تتردد على طول وعرض أودية وهضاب الوادي والصحراء؟
ومتى سيتخذ رئيس المجلس الرئاسي القرار الذي يحمي به شرعيته ومشروعيته قبل أن يلحق من سبقه من القادة؟؟