حضرموت ولعنة قوات المنطقة الأولى

2022-11-19 15:09

 

يستخدم الكثير من نشطاء التواصل الاجتماعي الجنوبيين تعبير: "نطالب بنقل المنطقة العسكرية الأولى"،  . . إلخ، والصحيح هو المطالبة بنقل قوات المنطقة العسكرية وليس المنطقة نفسها لأن المنطقة هي نطاق جغرافي لا ينتقل ولا يتحرك.

تتميز قوات المنطقة العسكرية الأولى بأنها لم تشهد تغييراً في قياداتها بل وفي إفرادها إلا باستبدال السيء بالأسواء، منذ أن كانت المنطقة تخضع لقيادات الغزو الأول الذين دخلوا المنطقة كقوة اجتياح واحتلال، مع التقدير لبعض القيادات المحترمة التي كان وجودها مجرد زينة وديكور لتحسين صورة سياسات الاستباحة والاجتياح، وظلت تلك القيادات هكذا لا وظيفة لها إلا حراسة مصالح أمراء النهب وأساطين السيطرة على الثروات المعدنية والنفطية الجنوبية، بجانب حماية الجماعات الإرهابية وقمع أبناء الوادي والصحراء والمهرة إذا ما فكروا بالمطالب بحقوقهم المشروعة.

عندما أصدر الرئيس عبد ربه منصور هادي قراره بتعيين يحيى أبو العوجاء أركاناً للمنطقة العسكرية وقائداً لأحد ألويتها تذكرت المجازر التي ارتكبها هذا الرجل عندما كان في قيادة معسكر الحمزة في الراحة بردفان وعشرات الشهداء ومئات الجرحى الذي سقطوا على أيدي جنوده وبأوامر مباشرة من قبله.

اليوم تقف هذه القوات وبقيادة أبو العوجاء نفسه في مواجهة الحقيقة، وهي إن أوان رحيلها قد أزف وأن عناد قيادتها لم يعد يجدي وأن مواجهة الشعب في حضرموت هي مواجهة مع التاريخ ومع كل الشعب الجنوبي في حضرموت وغير حضرموت، وإذا ما كان هناك من بين قيادات المنطقة من يتمتع بالمسؤولية والعقلانية فإن عليه أن ينصح الحمقى والمتعجرفين أن يتجنبوا المواجهة مع الإرادة الشعبية، لأن الكلفة ستكون مرتفعة والتاريخ لا يرحم من لا ينصاع لقوانينه وحتمياته.

منذ 2014م وأنا أقول أن قوات هذه المنطقة قد رددت الصرخة عدة مرات، بدليل أنها تأخرت أشهر في إعلان ولاءها للشرعية ثم كررت الإعلان أكثر من مرة، مع إن مسألة إعلان الولاء لا تعني شيء عند المتلونين وعباد المصالح، واليوم يأتي رفض هذه القوات الانتقال للدفاع عن مأرب قبل أن تسقط بأيدي الحوثيين للبرهان على أنها لا ترغب في خوض القتال معهم، وهل يقاتل الشقيق شقيقه والموالي وليه؟؟

قوات المنطقة العسكرية الأولى، جلبت الجماعات الإرهابية ودافعت عنها وتسترت عليها، واحتضنت الجماعات الهاربة من المنطقة الثانية بعد هزيمتها على أيدي رجال النخبة الحضرمية، وهي من تحافظ على هذه الجماعات حتى اللحظة.

قوات المنطقة العسكرية الأولى تستخدم الرصاص الحي ضد أبناء حضرموت لمجرد خروجهم السلمي في فعالياتهم الاحتجاجية المشروعة التي يكفلها لهم الدستور والقانون.

قوات المنطقة العسكرية الأولى تقلق حياة المواطنين في الوادي والصحراء، كما في محافظة المهرة، وتمارس كل أشكال العجرفة والعنجهية ضد المواطنين وتتعامل معهم وكأنهم هم الغرباء وقادتها وجنودها هم أصحاب الأرض.

قوات المنطقة العسكرية ألأولى قوات احتلال بكل المعاني وما يميزها عن جميع أشكال الاحتلال البغيضة هو تفوقها في الهمجية والغوغائية والتوحش والإجرام فقط.

هل عرفتم لماذا أسميناها لعنة في حياة أبناء حضرموت كما في حياة أبناء المهرة الذين ما يزالون يقاومون ببعض الصمت النسبي؟؟!!

.