أثناء لقائه في الرياض يوم أمس المبعوث السويدي إلى اليمن، رئيس مجلس التعاون الخليجي يدعو المجتمع الدولي، إلى بلورة خارطة طريق شاملةلإستعادة الإستقرار في اليمن، ومواصلة الجهود الإقليمية الدوليةلإيجاد حل سياسي للصراع .
لا أحد يعرف الحيثيات التي أعتمدت عليها الشرعية، لإتخاذ قرار تصنيف الح وثي جماعة إرهابية ، فإمريكا بريطانيا الإتحاد الأوروبي مجلس التعاون الخليجي ، جميعهم لم يباركوا هذا التصنيف ،وما زالوا يرون في الح وثي شريكاً أصيلاً في أي تسوية قادمة ، بل ذهب المجتمع الدولي إلى خطوة أبعد ، فعوضاً عن الضغط عليه بعد تهديداته بإستهداف الممرات الملاحية الدولية ،وقصف ميناء ضبة النفطي والنشيمة ، طالب الشرعية بتقديم المزيد من التنازلات، لإنضاج تسوية مجموع مخرجاتها تصب أولاً وأخيراً في حصالة الح وثي.
الواقع أن مجلس القيادة لم يُنضج مسوغات هذا القرار بما فيه الكفاية بإستمزاج رأي الخارج، ولم يتشاور مع الحلفاء والفاعلين الدوليين في ملف الصراع ، ما يجعل الشرعية في وضع لا يِحسد عليه، فهي أمام خيارين :
أما أن تمضي قُدماً منفردة إلى الأمام في ما هددت به ، من إعفاء نفسها من بنود إتفاق “ستوكهولم” وماتبعه من هُدن ، والعودة لمربع الحرب لتغيير شروط الميدان ، وهو ما لا تستطيع فعله في ظل المعطى الراهن .
وإما البحث عن طوق نجاة، بالإتكاء على تحميل المجتمع الدولي مسؤولية الضغط عليها، للتنازل عن قرار تصنيفها الح وثي كجماعة إرهابية ، لتسهيل تمرير خارطة طريق، تُحدث إختراقاً في جدار الجمود وتقود إلى السلام غير المتوازن.
الواقع أن القرار الذي لا يبث على نفس موجة المجتمع الدولي ،وغير المتداخل مع قناعاته ، في نفس التوجه والتوصيف ،يجعل الشرعية في ورطة، ولا مجال أمامها سوى إستخدام شماعة ضغط الخارج ، للتحرر من أحمال وتبعات مثل هكذا قرار، أو هي الحرب بلا أصدقاء وبموازين مختلة، وبنتائج كارثية معروفة سلفاً .
خالد سلمان
.