عندما ينظر الإنسان إلى الأوضاع الراهنة في بلادنا ، يجد نفسه أنه أشبه بمن هو في مصح عقلي ، حيث يجد مكونات سياسية مختلفة استراتيجيا في حكومة واحدة ، وهذا لم يحصل في أي بلد في العالم إلا في بلادنا . ويجد تنظيم القاعدة يقاتل في صف حكومة الشرعية في منطقة معينة ، ويجده يقاتل حكومة الشرعية في منطقة أخرى ، وتجد حكومة الشرعية تقاتل الإنتقالي الذي هو حليفها ضد الحوثيين ، وتتخادم مع الحوثي الذي هو عدوها ، وتجد الإنتقالي يحرر أراضي جنوبية من سيطرة الحوثيين ، ويسلمها للشرعية لتسلمها للحوثيين مرة أخرى . وتجد الإنتقالي يتحمل مسؤولية الإخفاق في مكافحة الفساد والإرهاب ، في حين إن الشرعية هي المسؤولة عن الأجهزة الأمنية والدفاعية وأجهزة القضاء والمؤسسات السياسية والتشريعية والتنفيذية . وتجد أبناء المثلث يقتلون على امتداد المحافظات الجنوبية دفاعا عن سيادة الجنوب وحريته واستقلاله ، وأبناء بعض المحافظات الجنوبية يطالبون باخلاءهم من هذه المحافظات ، لتبقى محافظاتهم مكشوفة أمام هجمات الحوثيين والتنظيمات الإرهابية ، كل هذا يشعرك بأن لدينا حالة من الجنون المستفحل .