حالة الموت السريري التي يعيشها مجلس القيادة الرئاسي وحالة الإنهيار التي تنتظره تشكّـــل وضعا مريحا ومناسبا للمجلس الانتقالي الجنوبي وللقوات الجنوبية لاستكمال السيطرة على الأرض والاتجاه صوب حضرموت والمهرة، فالجبهة الداخلية الجنوبية اليوم بأحسن حالاتها، والفيتو السعودي الذي كان مرفوعا بوجه الجنوبيين بعدم توجههم شرقا قد فقَـدَ زخمه وارتخت قبضته منذ سقوط مديريات بيحان بيد الحوثيين وبعد عودة الإمارات لمسرح العمليات و لأروقة السياسة بشأن اليمن، وبعد استعادة تلك المديريات وما تلاها من تطورات دراماتيكية في محافظتي شبوة وأبين.
فرصة سانحة قد يندم عليها الإنتقالي إن لم يغتنمها،خصوصا وهي محكومة بزمن قصير وبإيقاع متسارع، والقادم يمضي صوب المجهول.. وقت ملائم في ظل انشغال شركائه بخلافاتهم العميقة داخل مجلس الرئاسة وفتور بعلاقة السعودية مع حزب الإصلاح، قبل ان تتغير الأمور وتتبدل التحالفات، وقبل هذا كله قبل اية تسوية شاملة قد تكون بأي وقت، فكلنا نعلم ان مصير الاوضاع الداخلية مرتبطا جزئيا- او بالأصح كليا بالتطورات الإقليمية- التي تتجه اليوم نحو التسويات،ومرتبطة عضويا بمصالح الدول الكبرى والإقليمية ومنها السعودية والإمارات اللتان تتبعان مصالحهما دون أكتراث بأحد.... فهل يفعلها الانتقالي على الأرض ويذهب بالتالي بملف القضية الجنوبية الى فوق طاولة التسوية الشاملة وهو متسلحا بسلاحه النووي (السيطرة على الأرض). وقديما قالت العرب:
( إذا هبّـت رياحك فاغتنمها ×فعقبى كل خافقةٍ سكونُ).
*صلاح السقلدي.