تفاهمات الحوثي والإصلاح عبر قناة المستقلة

47:17 دقيقة من مكابدة ومشقة الإستماع لمحمد البخيتي في لقاء يوم أمس على قناة المستقلة ذات التوجه الإخواني، هي منتهى التعب والمعاناة ، ومع ذلك فهي تضيء على مايدور خلف الأبواب المغلقة من حوارات وتفاهمات بين الح وثي وحزب الإصلاح ،حول الخروج العلني من جبهة مراوِحة تدعي مواجهة صنعاء، إلى الإندماج في جبهة واحدة ومعاً.

البخيتي يكشف مايرفض الإصلاح الإعتراف به من تسليم المناطق اليمنية، تحت عنوان مموه وهو وقف المواجهات في نِهم والجوف والبيضاء وأجزاء كبيرة من مأرب وكل تعز، ويعد في حال وصول الحوارات مع الإصلاح إلى الخروج الكلي من خندق المواجهة على شكلانيته ،فإن الإصلاح سيكون تحت حماية صواريخ ومسيرات الح وثي، وأن الإصلاح من دون هذه الحماية هو الآن في منتهى الضعف ،وعلى وشك الخروج  من معادلة القوة.

البخيتي يعيد رسم مسارح العمليات من موقعه القيادي، ويوجه الإصلاح إلى فتح أبواب الحرب على المناطق المحررة بدعم من ترسانته ، ومن ثم تالياً الإتفاق على تقسيم مغانم الثروات الكامنة في الجنوب، بين الطرفين في سياق سلطة واحدة.

تبقى نقطة يحاول البعض في الإنتقالي القفز عليها، وعدم الوقوف أمامها بالجدية اللازمة ، والإنجرار خلف وهم إمكانية ترسيم العلاقة مع الح وثي ، على قاعدة ماللشمال  للحوثي وما للجنوب لمشروع الإنتقالي، البخيتي يعلن بلغة قطعية لا تقبل التأويل ، إنه يريد كل اليمن وأن الوحدة ليس هدفاً سياسياً، بل واجباً دينياً يستحق القتال من أجله حتى آخر رجل، وبالتالي لا نظامين بل نظام واحد مركزه صنعاء وفرعه عدن ، وهي ذات لغة نحن الأصل وأنتم الجاليات الملحقة.

المشاورات التي كشف عنها القيادي الح وثي مع الإصلاح ، هي الخط البديل في حال أفضت جهود التسوية إلى لاشيء ، حيث ينتظر اليمن إصطفافات جديدة ، يكون رأس حربتها تياران مذهبيان معاديان للمدنية والحريات، في مواجهة وضد كل الشعب. 

*- خالد سلمان

الح وثي الإصلاح وجهان لبندقية واحدة.