عندما يصل حزب إلى السلطة بعد معركة انتخابية فإن مهمة هذا الحزب الفائز هو أن يدير الدولة لا أن يستولي عليها وكأنها غنيمة حرب.
الإخوان المسلمون في مصر دخلوا الانتخابات وفازوا ووصلوا إلى السلطة، لكنهم بمجرد وصولهم انقلبوا على شركائهم وناخبيهم واستولوا على الدولة وانفردوابالسلطة، وأثبتوا بموقفهم الانقلابي هذا أن ليس هناك فرق بين الصناديق وبين الدبابات، بين من يصل إلى السلطة بالانتخابات أو يصل إليها بالانقلابات.
ولأن الأعمال بالنيات فيبدو أن نوايا الإخوان كانت من البداية نوايا انقلابية، وكأن لسان حالهم يقول: كل الفراعنة اغتصبوا السلطة بالقوة، وبطرق غير شرعية. فيما نحن اغتصبناها برضاها، وبشهادة الصناديق، وشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله.
ومع أن الكل يتحدث اليوم عن أخطاء الإخوان التي أدت إلى انقلاب الشعب والجيش عليهم وإخراجهم من السلطة.. إلا أن الخطأ الذي قصم ظهر بعير دولتهم- في اعتقادي- هو خطأ في التوقيت.
فمن سوء حظ الإخوان المسلمين في مصر أنهم وصلوا إلى السلطة متأخرين.. ولو أنهم وصلوا إليها مبكرين، لو كانوا قبل أو بعد، أو في نفس الوقت الذي وصل فيه الفقهاء في جمهورية إيران الإسلامية لكانوا قبضوا عليها كما يقبض المؤمن على الجمر.