الوحدة ليست مجرد دمج علَمَين في علم , ولا هي عبارة عن دمج نشيدين في نشيد او دمج بنكين مركزيين في بنك مركزي واحد.
الوحدة كانت بوابتنا للدخول الى العصر ولبناء دولة النظام و القانون.
و الوحدة كانت فرصتنا الذهبية لنكون يداً واحدةً تبني وتعمّر لا ان تشحت و تتسول.
و بدلاًً من أن نظل نزايد بإسم الوحدة و نكابر علينا ان نمتلك الشجاعة الادبية و نعترف باخطاءنا كشماليين ونعتذر للجنوبيين و نتسامح منهم.
ذللك ان الوحدة التي يرفعها بعضنا الى مصاف القداسة
و يعتبرها فريضة شرعية وخطاً احمر هي اسوء و اكثر الخطوط سواداً في تاريخنا كله.
و لست ابالغ إن قلت ان وحدة النظامين او بالأصح وحدة الحزبين الحاكمين كانت بمثابة حكماً بالاعدام على اليمن واليمنيين.
فمنذ اليوم الاول لإعلان الوحدة بدأ الإنحدار و بدأ الإنهيار و بدأ الإنتحار:انتحار شعب و انتحار وطن .. انتحار حلم وانتحار امل.
فالمواطن الذي كان يرى في الوحدة بوابة المستقبل لأولاده يفاجأ انها بوابة للحرب و بوابة للنهب و بوابة للفساد .. بوابة للفقر والجوع و البطالة وبوابة جهنم .
اما بالنسبة لإخوتنا في الجنوب فقد كانوا اول ضحايا الوحدة واول من وقع في شباكها.
لقد كفّرناهم و خوّنّاهم وحاربنا هم و نهبناهم واقصيناهم من الوظائف واخرجناهم من السلطة و من بيوتهم و من البلاد و ألحقنا بهم دماراً مادياً ومعنوياً لا يعلمه الا الراسخون في التكفير و في التخوين و الراسخون في الحرب و في النهب.
و بدلاً من ان نعتذرمنهم و نتسامح ونطلب الصفح نعيد التخوين والتكفير و نهددهم بإعادة الحرب و بإعادة النهب.