لا يوجد عمل مدني سياسي يغطي الفجوة الناجمة عن تغييب الأداء العسكري، ويشكل رافعة ضغط محلية موجهة للداخل والإقليم والعالم، تحمل رسالة أن لا أحد يقبل بتطبيع الوضع والتعامل مع الحوثي كأمر واقع، غير منبوذ وسلطة يمكن التعايش معها في المدن التي يبسط عليها بقوة البندقية والإرهاب المذهبي.
الحوثي يمارس حضوره ليس بآلته الحربية وهمجية جيوشه المتخلفة، بل بثقافة الهزيمة لدى الطرف الآخر وفي المجتمع، والتسليم بأن ما عجزت عنه الجيوش لا يغيره الحراك المدني.
الوصول لمثل هكذا استنتاج يعني تعميق الانكسار وتأبيد الهزيمة.
داخل وخلف خطوط وعمق مواقع سيطرة الحوثي يجب أن تكون خارج الاستقرار وفي حالة قلقة.
المقاومة ليست فقط دوماً كمائن وبندقية.
الصمت يعني أن الحوثي ليس جسماً قروسطياً ناتئاً عن مسار التاريخ والمدنية، بل هو وجهنا الآخر.
وهنا مكمن الخطر.