لم يكن في الجنوب قبل الوحدة من مكان للفساد أو الإرهاب ، سواء من الناحية السياسية أو من الناحية الدينية ، فمن الناحية السياسية ، كان النظام في الجنوب نظام ذو توجه اشتراكي ، ممارسة الفساد فيه ، يعتبر وصمة عار تظل عالقة بمن يحاول ممارسته مدى حياته . أما بالنسبة للإرهاب ، فمن المستحيل ممارسته قبل الوحدة ، ليقظة أجهزة الجنوب الأمنية ، أما من الناحية الدينية ، فلا وجود للمذهب الوهابي في الجنوب ، والذي يعتبر المصدر الأول لتنشئة الإرهاب من ناحية دينية . لكن بعد الوحدة غزى الفساد والإرهاب ، والمنهج الوهابي الجنوب ، منطلقا من الشمال ، عبر حزبي المؤتمر والإصلاح ، اللذان جعلا من الفساد والإرهاب سياسة رسمية للدولة وجعلا من المذهب الوهابي مذهبا سائدا على حساب المذاهب الوسطية الأخرى .