التصالح والتسامح ليس أمنية ولا أحاديث منمقة ولا زيارات ولا عزومات بل هو قناعات فكرية يجب أن تقوم على أسس سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتشريعية فالحديث عن التصالح والتسامح كثير وكل فئة جنوبية تجيره لتحقيق مصالحها ولم ترى فيه هدف سام تتطلبه وحدة الجنوبيين ومصالحهم الاستراتيجية وحريتهم واستقلالهم.
والذي يتتبع الحديث عن عملية التصالح والتسامح في الجنوب يرى أنها فقط تتعلق بفئتين ولا تتعلق بالمجتمع الجنوبي بشكل عام وحتى بين الفئتين لم تكن عملية التصالح والتسامح صادقة ولم يكن الإعلام الذي يتحدث عنها يعبر عن الحقيقة الكامنة في النفوس لإن تلك العملية لم تقم على أسس سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتشريعية تضمن تحقيق هذه العملية.
وفي تقديري أنه من أجل أن يكون التصالح والتسامح واقع ملموس في الجنوب يجب علينا ان نعكسه في الإجراءات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية من خلال مواد دستورية وقانونية نقوم بتشريعها ولايمكن إن تكون تلك الإجراءات وإصدار المواد الدستورية والقانونية لتشريعها إلا بوجود دولة جنوبية مدنية فيدرالية تضمن الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية والنظام والقانون والسلام والأمن.