منذ الأيام الأولى للوحدة، عمدت القوى المتنفذة في الشمال، إلى استهداف القيم الإنسانية النبيلة في الإنسان الجنوبي، والتي تتمثل في الأنفة والاباء والكبرياء والعزة والكرامة والصدق والأمانة والمحبة، مستخدمة الفساد والإرهاب والحروب والإستبداد والاضطهاد والسحر والشعوذة والخرافات، للقضاء على كل هذه القيم الإنسانية النبيلة عند الإنسان الجنوبي، لأنها تعلم أنها لا يمكن إن يتم لها نهب خيرات الجنوب وامتصاص عرق شعبه، إلا بالقضاء على هذه القيم الإنسانية النبيلة في الإنسان الجنوبي، وفعلا تم لها ذلك.
اليوم نلاحظ أن أغلبية الجنوبيون ، قد تجردوا من تلك القيم الإنسانية النبيلة، التي كانوا يتحلون بها قبل الوحدة ، وأول ما اختفى من هذه القيم الصدق ثم الأمانة ثم المحبة ، لتنهار بعدها كل القيم الأخرى ، كالأنفة والاباء والكبرياء والعزة والكرامة ، وفي تقديري ، أنه لا يمكن أن يستعيد الإنسان الجنوبي هذه القيم الإنسانية النبيلة ، إلا بإزالة السبب الذي أدى إلى فقدانها ، وهو الوحدة وذلك من خلال إستعادة الجنوب ، على حدود ما قبل يوم 22 مايو 90 ، وبناء دولة مدنية فيدرالية فيه ، تضمن الحرية والعدالة والمساواة والسلام ، والديمقراطية والنظام والقانون .