الوحدة اليمنية سقطت وفشلت وجلبت لنا جميعا في اليمن والجنوب العربي الوبال و الخراب والدمار والموت ورغم ذلك كله لا زال إخواننا في اليمن لا يعترفون أنها قد ماتت وشبعت موتا وهم غير مصدقين ويعتقدون أنها لا زالت حية وهم في الحقيقة لا يقدسونها لذاتها ولكنهم يقدسونها لأنها جلبت لهم كنوزا مخفية في باطن الأرض من بترول وغاز وذهب والعديد من المعادن النفيسة ومساحات شاسعة من الأراضي الخصبة والمياه المخزونة في باطن الأرض والموانئ العالمية والثروات السمكية في بحر العرب الى جانب ذلك كله القليل من السكان فكيف لا يقدسونها كما كان عرب الجاهلية الأولى يقدسون أصنامهم مثل : هبل واللات والعزى !!
انتابتني مشاعر شتى وعصفت برأسي وأنا أتابع هذه الحشود الهائلة التي غادرت الرياض من حكومة الشرعية وهي تتسابق متجهة الى عدن بعد أن استضافها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان والشعب السعودي العربي الأصيل الكريم طوال سبع سنوات وتجاوز صبرهم كل الحدود وبذلوا الغالي والنفيس لنصرة اليمن وأهله و ذلك حرصا منهم على سلامة اليمن من التدخلات الإقليمية والقوى الخارجية وتحملوا الخسائر البشرية التي تمثلت في فقد أبنائهم في جبهات القتال والأضرار المادية على بعض الاعيان المدنية داخل السعودية التي طالها القصف الحوثي كما طال المنشئات النفطية وبعض المصالح الحيوية بتحريض من العدو الفارسي الذي يحاول اليوم استجرار التاريخ والثأر من عرب الجزيرة العربية من هزائم كسرى في القادسية ونهاوند و جلولاء على أيدي الفاتحين الأوائل الذين أخمدوا نيران المجوس الى الأبد !!
ويحاول اليوم ملالي قم وطهران استجرار التاريخ للانتقام من عرب الجزيرة لهزائمهم عبر التاريخ دون جدوى!!
واتخذوا من عملائهم وصنائعهم الحوثيين حصان طروادة وجلبوا بواسطتهم الفتن والمحن والمذهبية المقيتة لتدمير اليمن والجنوب من الداخل وكان لابد للمملكة أن تتصدى للمد الفارسي الدخيل وأدواته ونهضت للدفاع عن اليمن والجنوب وعن الإسلام والعروبة إلا ان من وضعت ثقتها فيهم توزعوا وتقاسموا الأدوار فيما بينهم هؤلاء استمرأوا حياة الفنادق والراحة والإقامة في مصر وتركيا واستغلوا صبر المملكة وكرم ولاة الأمر فيها انطلاقا من القيم العربية والشهامة لنجدة الجار البائس الذي لا يريد للحرب أن تنتهي!!
وقد باركت المملكة توافق الأطراف اليمنية ورحبت بتوجه أعضاء مجلس القيادة الرئاسي الى عدن لتحرير يمنهم المحتل من الحوثيين دمى الفرس فهل لهم ان يصدقوا اليوم مع المملكة ومع شعبهم في عدن وهم لم يصدقوا معهم طوال سبع سنوات ؟؟
وختاما وتذكروا ما أقول: ان هؤلاء لا يبحثون عن وطن ولا ولن يستعيدوا وطنهم المسلوب من الحوثي بل يريدون توطين أنفسهم ويحلمون بأن الجنوب سيكون لهم الوطن البديل ولكن هيهات!!
د. علوي عمر بن فريد