العقلية الجنوبية

نحتاجُ جميعاً كجنوبيين في هذه المرحلةِ أن نقدمَ التنازلاتِ لبعضِنا البعض، ونؤجلَ مهاتراتِنا، ونلتقيَ على قواسمِنا المشتركةِ، ونقدمَ مصلحتَنا بتوحيدِ خطابِنا لمطالبةِ مجلسِ الرئاسةِ (كاملاً) والحكومةِ تحسين الخدماتِ ورفع المعاناة.

فلنتعلمَ قليلاً من الشمال الذي اجتمعَ وتوحّد دونَ ضجيج برغمِ اختلافِه، وهاهو اليوم لأجل تحقيقِ أهدافِه الخاصةِ يتفقُ مع ألدِّ أعداءِه (الانتقالي)، فإن كانوا يلاقونَهُ بابتسامة، فلنقابلُهم بذاتِ الابتسامةِ لانتزاعِ حقوقنا.

إنه لأمرٌ مخجل، أن تكونَ هناك قوى شمالية منوطٌ بها خدمة شعب الجنوب، فنجتهدَ لإراحتهم وتخفيفِ الضغط عنهم، ونختزلَ مطالبنا ونوجهَ سهامَ نقدنا نحو قيادتنا الجنوبية فقط! لنمنحَ وبسذاجة تلك القوى البراءةَ من جرائمِها بحق شعب الجنوبِ بملف الخدمات! ونلقي باللائمةِ والاتهامِ على مَن يقاتل لأجل انتزاعِ حقوقنا.

على العقليةِ الجنوبيةِ أن تراجعَ نفسَها، وتتخلى عن هذا التهورِ الذي دمرَها سابقاً، وأن تتعلمَ كيف تناورُ لأجلِ مصالحِها، وتنهيَ حالةَ الاندفاعِ المحمومِ لتقطيعِ أوصالِها فيما بينها، فلا خاسرَ في هذه المعركةِ سوى الجنوب!

فإمّا أنْ نتوحدَ جميعاً ونتنازلَ لبعضنا ليفوزَ الجنوبُ، وإلا فلا نلومَ إلا أنفسَنا.

#ياسر_علي