تابعنا بقلق بالغ المؤتمر التشاوري الذي عقد في الرياض بشأن اليمن الذي أصبح رهينة بيد الحوثي وخاصة اليمن ("الشمال") تحديدا عندما تخاذل البعض من أهله في الدفاع عنه وتآمر البعض الآخر منهم وساعد على تسليمه للحوثي وفروا الى الجنوب ليتخذوه رهينة ووطنا بدلا لهم اغتصابا. ووزعوا أكثر من ثلاثين لواء في حضرموت وحدها ناهيك عن طوابير من المخبرين توزعوا في كل مدن وقرى الجنوب العربي وانتشروا في كل شبر منه للاستحواذ والهيمنة على خيراته وثرواته وفروا من الجبهات واتخذوا من الجنوب رهينة ووطنا بديلا لهم بعد أن هيمن الحوثي وسيطر على معظم الأراضي ((الشمالية)) !!
كما قاموا بنشر خلايا إرهابية تابعة لهم تحت عدة مسميات كداعش والقاعدة واخواتها في الجنوب وخاصة في عدن لتنفيذ أعمال الاغتيالات للقيادات الجنوبية والكوادر وخيرة الكفاءات الجنوبية وليوهموا العالم كذبا وزورا بأن الجنوب بؤرة للإرهاب وهو من صنع ادواتهم الاجرامية كما قاموا بنشر بعض قواتهم في شقرة وغيرها كما استعبدوا وجندوا بعض العملاء و المأزومين الجنوبيين لإحكام قبضتهم على الجنوب!!
وفوق ذلك كله هيمنوا على موارد حقول النفط والغاز في شبوة وحضرموت واستبعدوا كافة الكوادر الجنوبية المؤهلة صاحبة الأرض ووظفوا جماعاتهم من المشبوهين من الشماليين!!
كل تلك الممارسات التعسفية والهيمنة العنصرية
تتم باسم الوحدة التي اتخذوا منها شماعة لتنفيذ مآربهم حتى وهبوا من لا يملك لمن لا يستحق!!
وحتى لا استبق الأحداث ولكنني على يقين من القادم وهو أسوأ مما سبقه والأيام بيننا وسترون!!
قد يتفاءل البعض من الجنوبيين بالتغييرات التي حصلت بعد خروج هادي وعلي محسن من المشهد ولكن القادم سيكون هو الأسوأ وسيظل المشهد الضبابي يلف اليمن والجنوب طالما ظل الشماليون باقون في الجنوب وسيتخذون منه وطنا بديلا لهم !!
وقد قرأت باستغراب مثل غيري ما ذكره أحد الاخوة الجنوبيين عندما لخص المشهد بعد التشاور في الرياض ولخصه كما يلي:
" يأتي عيدروس الزبيدي الى الجنوب هو والبحسني لإدارة الجنوب بصلاحيات رئاسية ويقوم ابو زرعة بإدارة الجنوب عسكريا معهما ويتولى الثلاثة تامين الجنوب المحرر من الحوثي امنيا واقتصاديا وعسكريا وهم يمتلكون صلاحيات رئاسية
يقوم طارق صالح ورشاد العليمي وعبده مجلي بالعمل في تعز والحديدة ومارب والجوف وبقية المناطق الشمالية المحررة و يقومون على الاعداد الشمالي لتحرير الشمال وتامين تلك المناطق عسكريا وامنيا وسياسيا
يقوم عبدالله العليمي بدور المنسق والمقرر ومدير المكتب للتنسيق بين المجموعتين.
هده صيغة يمكنها النجاح ويمكن تقبلها.. اما ان يدفع الجنوب الان فاتورة تحرير الشمال بعد ان اوصله هادي ومحسن الى الفشل التام ويقوم عيدروس وابو زرعة بتحريك العمالقة وغيرها لتدشين حربا لمدة عشرين عاما ضد الحوثيين من اجل تحرير صنعاء دون ان نحصل على ضمانة من احد بحقنا حتى في تقرير مصيرها فهذا توريط ليس لأجل الجنوب بل لأجل المملكة لتتخلص من وكلاء ايران "
وخلاصة القول :
ان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ونحن قد لدغنا الف مرة من تلك الأفاعي ونصيحة لكل جنوبي أقول لهم:
الوطن هو مكان الذي نسكنه ونقيم فيه وهو الحضن والملاذ الآمن الذي تأوي إليه أرواحنا، والبيت الكبير الذي يجمع الأهل والأحبة أحياء وأمواتا، إذ نولد فيه ونتربى ونترعرع ونكبر في كنفه ونتمنى أن نموت وندفن فيه فحافظوا عليه، فالوطن هو الملاذ الذي يشدنا أينما حللنا وارتحلنا؛ لأننا من دون وطن ننتمي إليه مثل الطيور بلا أعشاش وأوكار تأوي إليها، لهذا ينبع حب الوطن من القلب، ويتجسد في الكثير من الأشياء، ومن غير المعقول حصر الوطن وتقزيم دلالته ليصير مجرد أرض وأشجار وتراب.
حب الوطن هو شعورا داخلي يحتل كل خلية من أجسادنا، إحساس عميق يجعل من المستحيل أن نتخلى عن وطننا أو ننساه أو ننسلخ منه، وبالخصوص إذا كان يحمل ذكريات كثيرة ومشاعر فياضة تثير تفكيرنا وتحرك وجداننا وضمائرنا، إنه من أهم الأشياء الجميلة والرائعة التي تبصم على تميزنا، لذلك نجد العديد من البشر حول العالم يحتفظون بالوطن بداخل قلوبهم، وهذا ما نراه بوضوح في المواطن الذين تم تهجيره من وطنه إلا أنه بالرغم من ذلك مازال يحتفظ بوطنه في داخله.
د . علوي عمر بن فريد