بشائر التجديد عادت من جديد:

2013-07-05 05:37

من يعتقد أن انتصار القيم والمثل العليا بالركون إلى أعداء البشرية , ستفرض عليه الحياة دروسا قاسية لم يتعلمها من قبل حتى ولو وصل إلى ذروة نشوة ونزوة التباهي الأرضي , وخلاصة هذه الدروس أنه لا وجود لركن شديد غير ركن الله تعالى , وأنه مهما كانت الغاية نبيلة فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تبررها إلا وسيله اقترنت بها منذ ولادتها خالية من كل عيب أو عوار طارىء .

إن حصر الحقيقة في شخص طبيعي كان أو اعتباري ليكون منطلقا لتأسيس الفكرة واتخاذ القرار يضفي على نفس الحقيقة عيبا وعوارا لا صلة لها به , نظرا لما قد يواجهه التفكير أو القرار من احتمال تولد فهم مغاير منبثق من مساحة المتشابه وفي إطار منطقة المباح , فيكون المنطلق مغاير تبعا للفهم المغاير سيما والجميع في زمن أغلق فيه باب الإجتهاد لتكون القشور هي العنوان .

بغض النظر عما إذا كانت المنطلقات صحيحة أو خاطئة فإنها لا تخرج في نهاية المطاف عن الإجتهاد وقد تكون سببا لرسم نقطة بداية انطلاقات أخرى متأخرة عن الإنطلاقات المتقدمة فتضيف خلافا تتكاثر على إثره مكونات متفقة أو متضادة رغم اتحاد مصدرها وغايتها , وبالتالي تسبيب شرخ للصف العام المنتسب بفطرته إلى المنبع المتسم بسموه على ماعداه علاوة على تميزه بالصبغة الإلهية الواضحة في مسارها , المتجددة في عطائها , كخط سير مستقيم لاعوج فيه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .

إنها سنة الإستبدال , تؤكدها كل الأحداث التي قد تبدو للبعض بخلاف ظاهرها , هي بشائر العدل تتوالى إيذانا بسطوع نور الحقيقة من جديد , حقيقة انتصار من لايؤبه لهم من المظلومين في أرض الله الواسعة , حقيقة تمكين جميع المتصلين بسنن الخير تظهر بيضاء من غير بقعة سواد , حرة من غير قيد , كبيرة من غير إلتصاق بفكرة تقزمها أو تحصرها لأنها أشمل من تحصر وأسمى من أن تقيد وأكبر من أن تقزم..