يقول السيد الوزير السابق خالد الرويشان: (قبل التفكير في اتفاقية رياض ثاني، أريد أن أسأل، أين ذهبَتْ اتفاقية الرياض الأولى في نوفمبر 2019؟ وماذا تنفّذ منها؟، كنا نعرف أنّ شرعنة الانتقالي كان الهدف من الاتفاقية بعد دعوة الأمم المتحدة والجامعة العربية لحضور التوقيع، والدليل على ذلك كان بقاء زعيم الانتقالي الانفصالي بعدها في الرياض شهوراً لاستقبال سفراء دول مجلس الأمن الدائمين وسفراء العالم!، وهكذا تمت شرعنة الانتقالي توطئةً لشرعنة تقسيم اليمن) انتهى.
- حضرة الوزير المثقف.. أعلـمْ أنك ممن لا يزالون مسكونون منذ عام 94م بمفردات الوحدة أو الموت، وعالقون منذ ذلك التاريخ عند عبارات الانفصال والشرذمة والردة. ولم يستوعبوا بعد متغيرات سبع سنوات من الحرب،بل متغيرات وصراع ونضال ثلاثة عقود مضت بين باطل ثقافة الهيمنة وبين حق الضحايا والشرفاء والوطنيين الحقيقيين، وكما عليك ان تعلم ان الذين قضوا على المشروع الوحدوي في رابعة نهار صيف قائظ من عام 94م، وأقصوا بعد ذلك شركائهم بالوحدة وبالدولة من الشراكة الوطنية، وأحالوا حبر اتفاقية تلك الوحدة إلى دمٍ قاني، وحاولوا عبثا تحويل الشعب بالجنوب إلى أقلية مستضعفة والى هنودٍ حُـمر على أرضهم اعلم انهم ليسوا مؤهلين مطلقا للحديث عن الوحدة وعن الدولة والوطنية، ولا يحق لهم ان يحددوا لمَـن تُـمنح الشرعية وعمن تُـحجب، ولا من هو الوحدي ولا من يكون الانفصالي، فهم صُـناع المؤامرات وتجار الكوارث وباذري بذور النزعة الانفصالية في قلوب الوحدويين الحقيقيين.
وأن مَـن حوّلَوا دولة الوحدة إلى إقطاعية قبلية وحزبية وعقائدية وأتوا على 80٪من مواد دستورها وفصّـّـلوه بعد ذاك على مقاس الزعيم الرمز ليسوا بالموقع الذي يؤهلهم للحديث عن الوطن وعن جمهورية أفلاطون المزعومة، وهم الذين يعرفون قبل غيرهم أن الدولة والجمهورية بعد تلك الحرب قد تحولت- أو بالأصح حُولٕتْ- إلى هشيم تذروه رياح الفساد والهيمنة والاستحواذ وتسحقها سنابك خيولهم الجامحة،وتـوّجوا اضاعتها عام 2014م.
وان من نهبوا ثروات البلاد والعباد ووزعوا حقول نفطها وغازها ومعادنها غنائم وجوائز على شيوخ القبيلة و العسكر وباقي الفسدة واللصوص لن يصدقهم أحدٌ بما يزعمونه اليوم من وطنية و ما يرفعون عقيرتهم عاليا على وطنٍ اضاعوه وباعوه، حتى وأن تدثروا بمسوح الوعاظ، وتجلببوا برداء االصلاحين. فمن صنع المأساة لن يحلها، أو حتى يكون جزءا من حلها. هكذا تُحدّثنا التجارب، وهي صادقةٌ بما / وعمَـن تُحدّثُ.
خالد الرويشان:
(لن ينسى الشعب اليمني مذبحة العلَمْ، ألَم تُقسّموا الجيش إلى ثلاثة جيوش متضاربة: أحزمة وساحل ومأرب! ولكلٍ مرجعية وقيادة وأمير). انتهى.
- ما تراه اليوم سيد رويشان هو نتيجة متوقعة وليس سببا، هو عـرَضٌ لمرضٍ كان قد استشرى بالجسد طيلة السنين الخوالي من عهدكم (الميمون)، وكانت النتيجة كما تشاهدون: تعدد جيوش ورؤساء جمهوريات وامراء حروب وتجار قبور، وتناسل حكومات وظهور بنوك، وعملات ورايات وبيارق. فمن يزرع العوسج لا يجني سوى العنبا.
فمَـن رفض دولة المؤسسات وسيادة القانون وأطاح بمشروع الدولة المدنية، مشروع دولة المؤسسات (وثيقة العهد والاتفاق) المتحررة مِـن عقلية العُـكفي ومن أسلوب إدارة الدولة بالتلفونات والشيكات وهيلوكسات الاغتيالات.ومَـن باع ثلاث محافظات للجارة الكُـبرى التي يجأر اليوم بالشكوى من مؤامراتها ويتبرم من لجنتها المالية الخاصة مقابل إجبار قيادات جنوبية قذفت بها حرب 94م الى المنافي على العودة عنوة الى صنعاء، وقطع المساعدات المالية الخليجية الهزيلة التي كانت تتلقاها عائلاتهم بالمنافي فلا يحق له أبدا أن يُـلقي على مسامعنا دروس بالوطنية وبالغيرة، ويذكرنا بدميمة الارتهان للغير وبعدم التفريط بالسيادة والكرامة والتراب،فلا يلوم احدا غير نفسهم.
خالد الرويشان:
(أي سياسي من الدرجة العاشرة يُدرِك أنّ نتائج أي طاولة حوار بين الفرقاء لن تكون إلاّ انعكاساً لنتائج الميدان و موازين قواه على الواقع) انتهى.
-ألا ترى أنك الأحق بهذه النصيحة من الغير؟ وبالعملِ والعِـلمِ بحقيقةِ أن الوضع اليوم على الأرض هو من يحدد المستقبل وليس خرافة الثوابت وخزعبلات الأصل الفرع وثقافة تعميد الأشياء بالدماء، وألّا جدوى من إنكار وجود قوى سياسية جديدة على الأرض أوجدتها مجريات حرب السنوات السبع، بل أن لها امتدادا سياسيا ووطنيا منذ عقود،وتحديدا منذ غداة حرب كارثة عام 94م التي عمّـدت كل الأشياء بالدم والنفط،فالأوصاع تغيرت والأحوال تبدلت.
*صلاح السقلدي.