في وطننا الجنوبي الجريح ، لازالت أرهاصات المرحلة تتغلب بإستمرار ، والأحداث المتسارعة تتوالى تباعاً بين مخطط له وغير مخطط، تجره الأحداث أن يكون واقع مؤقت سيتغير لاحقاً ، بواقع جديد لمرحلة جديدة ، وبمؤثرات خارجية وداخلية معمقة ، نظراً لما يحدث على المستويات العليا في البلد ككل والاقليم الذي رسمها لنا ، فنحن جزء منه ومن تلك اللعبة الأممية الكبرى …
أفرزت لنا تلك المراحل منذ ما بعد فقد الوطن الجنوبي وما عشناه من أحتلال وتراكماته المأساوية والحياة الصعبة التي رضخ لواقعها الشعب الجنوب، برهة من الزمن حتى أنتفض المارد الجنوبي بقوة غير متوقعه ، لتغير الواقع المر والمؤلم الذي غير قيم ومبادئ وثقافة وأخلاقيات محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه في سبيل أستعادة الوطن، فترة نضالية ثورية عشناها ما أجمل أيامها بتلاحم وتكاتف ووحدة صف لن يحدث ولن يتكرر في تاريخ الجنوب ناشدين إعادة تلك الروح التي فقدها المجتمع الجنوب آنذاك …
وصل بنا الحال الى مرحلة أخيرة رسم فيها ملامح الوطن الجنوبي وإدعى الجميع المشاركة فيه وبنائه والحرص على حمايته والعمل على استعادة مؤسساته كلا من حقله العملي وواجبه الميداني ، وخلال تلك المرحلة الصعبة من تاريخ الجنوب ، وذاك المخاض الذي ترنح الجميع حوله كلا يقدم خدماته في سبيل الجنوب ، برزت خلالها اخطاءت كثيرة مقصودة أحياناً وبغير قصد أحايين كثيرة ، وبحسن نية للبعض، وربما بتنفيذ أجندات البعض الآخر ، فتوسعت الهفوات هنا وهناك ، لنجني ثمارها اليوم ، والتي يجابهها ويشمر كل الشرفاء سواعدهم لتجاوزها وتصحيحها وحسم أعوجاجها لتسير عجلة التحرير نحو النهاية والجلاء، بقيادة المجلس الإنتقالي للوصول بنا في مرحلة انتقالية نحو الهدف الكبير بإستعادة الجنوب وتحريره من الخاطفين … تحريره من الداخل ، وتصحيح اي انتكاسة يريدها الدخلاء عليه …
هناك فئة صامتة ، ونخب حيدة ، وكوادر كثيرة وضعت للازمنة المناسبة ، حسبما يقولوا سادة القوم،، وها اللحظة الراهنة قد حينت والفرصة جأت لأن يتسيد الرجال الشرفاء والمناضلين المخلصين الأوفياء المشهد لتيسر الشؤون والمؤسسات ، حسب المؤهل والاختصاص ، تحت راية مجلسنا الموقر ورئاسته الصلبة ، ومواصلة مشوار التحدي النضالي بكل إخلاص وتفاني وحرفية، ومن منطلق إعادة المؤسسات الجنوبية للعمل وتقديم خدمتها للناس ، وتلك المؤسسات ذاتها تقوم بواجبها في تنمية وعي المجتمع وإعادة ثقته بها ، ونشر الوعي بين أوساط المجتمع الجنوبي بأن الدولة هي المؤسسة والتي بها تحفظ الحقوق وتحمى، وتحت نظمها وقوانينها يردع كل مسيء ، ومنها ننطلق جميعاً نحو إرساء دعائم الدولة الجنوبية المنشودة .. بثورة وعي، تتقدمها النخب لتستمر في حراكها التوعوي على كافة المستويات ، وها هي ثورة التوعية بهبة مدنية قد تنطلق رافعة شعار ” أخلاق ،، قيم ،، مبادىء ) .. كي ننطلق جميعاً صوب الجنوب المنشود الذي يتسع لكل أبناءه ، وتحت رايته يتوحد الكل وبحامله السياسي المجلس الانتقالي ، يشمر الجميع عن ساعده ياجنوب
*وتستمر الهبة ، والثورة التوعوية ،،،،*
*- وللحديث بقية