إستهداف أبوظبي.. هل يغير حسابات التحالف

2022-01-19 21:15

 

إستهدف مطار أبوظبي سابقا ولم يعلن عن ذلك الاستهداف لأسباب خاصة، وإستهدف مطار دبي مرتين أيضا من سابق ولم يعلن عنهما بسبب مكانة وأهمية ومصالح الإمارة، إعلان الإمارات العربية المتحدة عن إستهداف بعض من منشأتها المدنية يعد تطورا ملحوظا ويحمل عدة دلالات.

 

التحليل الأول هو أن الاستهداف الأخير لعاصمة الإمارات (أعتقد تم إستهداف دبي أيضا بحسب تصريح ناطق مليشيات الحوثي) كان بسبب نقل ساحة المعركة من الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي وعودتها أي الإمارات إلى ساحة الحرب الدائرة في اليمن وبقوة هذه المرة، كانت الرسالة الاولى لمليشيات الحوثي الإيرانية للإمارات من خلال القرصنة على إحدى السفن الإماراتية وإقتيادها إلى إحدى موانئ الحديدة على البحر الأحمر.

 

لنحلل بشفافية وواقعية بعيدا عن المناكفات السياسية والاصطفاف مع هذا أو ذاك على حساب أمن الوطن والمواطن وإستقرارهما، تبعات ذلك القرار (نقل المعركة من الغربي إلى الشرقي) على الإمارات وصنعاء سيؤدي بالفعل إلى نتائج قد لا تكون بحساب جميع الأطراف الفاعلة والرئيسة في الحرب اليمنية، لماذا لم تزود القوات المسلحة الجنوبية بصواريخ باليستية طويلة ومتوسطة المدى، وطائرات مسيرة مختلفة المدى والأحجام للرد على مليشيات الحوثي وبالعمق الإيراني أيضا.

 

إصرار التحالف على عدم الثقة بالقوات المسلحة الجنوبية والتعامل معها كمليشيات (مدرعات غير مجهزة باسلحة نوعية ومنزوعة أنظمة الرادار والانذار المبكر والرمي الآلي الليزري والرؤية الليلية) وليس كجيش نظامي مؤهل ومسلح بسلاح الجيوش المعروفة قرار غير صائب من قبل التحالف، ويفتقر إلى الحنكة والحكمة والبعد العسكري الاستراتيجي، عدم التكافؤ أو الردع بين القوات المسلحة الجنوبية ومليشيات الحوثي في سلاح الجو والدفاع الجوي سيشكل للتحالف العربي ورطة قاتلة وخطأ فادح وجسيم ستدفع ثمنه غاليا كما يحدث اليوم.

 

هل ستستمر الإمارات في الحرب اليمنية الإقليمية على حساب أمنها القومي ومكانتها المحلية والاقليمية والدولية، أم ستكتفي بالدعم اللوجستي لشركائها أو حلفائها المحليين، أم سندخل في سجال عسكري بين صنعاء وأبوظبي، رسائل مليشيات الحوثي الإيرانية بإستهداف أبوظبي لم تكن بسبب تحرير مديريات شبوة، بل بسبب الهدف المعلن من قبل التحالف العربي بتدشين معركة تحرير اليمن التعيس إنطلاقا من بيحان لتحرير البيضاء ومارب أولا.

 

لن تدفع أي دولة في العالم فاتورة غيرها على حساب أمنها القومي وسلامة مواطنيها و أراضيها وإستقرارها، في حرب إستنزافية مباشرة غير معلوم متى وأين تنتهي وكم كلفتها المالية والبشرية والإقتصادية، من البداية كانت إستراتيجية القتال في المناطق الشمالية فاشلة وقد ترقى إلى الفساد ونهب مال التحالف الذي كان أحد أهم أسباب إطالة الحرب وعدم تحرير صنعاء.

 

لهذا ستركز مليشيات الحوثي الإيرانية من الان وصاعدا على السعودية والإمارات أحد أهم فاعلي التحالف العربي وتستثني ألوية العمالقة الجنوبية مؤقتا، هكذا غيرت المليشيات الحوثية من إستراتيجيتها العسكرية بقصف أبوظبي من أجل إسقاط ما تبقى من مأرب بأسرع وقت وبأقل التكاليف وإنهاء الحرب في اليمن.

 

السؤال الأهم الان هل ستستمر الإمارات العربية المتحدة في الحرب اليمنية بصورة مباشرة، أم ستفضل الإنسحاب التكتيكي الاستراتيجي ودعم حلفائها وشركائها المحليين بأسلحة جوية نوعية هذه المرة، هما خياران وحيدان ويتيمان لا ثالث لهما، فأيهما تختار الإمارات.