هل يكون العام 2022 عام استكمال تنفيذ اتفاق الرياض وتطهير الشرعية من الإخوان

2021-12-31 17:32
هل يكون العام 2022 عام استكمال تنفيذ اتفاق الرياض وتطهير الشرعية من الإخوان
شبوه برس - خـاص - اليمـن الشقيـق

 

تقف اليمن على أبواب العام 2022 مع قدر كبير من الأمل في ظل تسارع وتيرة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض، وسط مطالب بتغيير

 

استراتيجية الحرب لتشمل الإخوان بجانب الحوثي والإرهاب.

 

وترعى دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية جهودًا مكثفة لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة الشرعية في اليمن والمجلس الانتقالي الجنوبي قبل عامين.

 

وتكللت هذه الجهود حتى الآن بتحريك العديد من القضايا العالقة، في الملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية، بالتزامن مع إصلاحات حكومية واسعة ذات نتائج ملموسة.

 

وتمثلت أبرز خطوات تنفيذ الاتفاق بإزاحة تنظيم الإخوان من قيادة محافظة شبوة، والتي أعقبها ترتيبات عسكرية لتحرير مديرات بيحان وفك الحصار عن معقل الحكومة الشرعية في مأرب.

 

ويستنتج محللون سياسيون من أحداث شبوة، أن اليمن ستشهد تحديثًا في استراتيجية الحرب ضد الحوثي انطلاقًا من تنفيذ اتفاق الرياض.

 

خطوات أكبر

ويعتقد السياسي الجنوبي، عادل الشبحي، أن المرحلة المقبلة تتطلب تنفيذ بقية الاتفاقات وتوحيد الصفوف والجهود، وتنفيذ خطوات أكبر من اتفاق الرياض.

 

الشبحي وهو عضو فريق الحوار الخارجي في المجلس الانتقالي الجنوبي، قال، في تصريحه لـ"العين الإخبارية"، إنه لابد أن تكون هناك خطوات ملموسة وحقيقية في تصحيح الاختلالات التي رافقت الفترة الماضية، وإصلاح المؤسسة الشرعية.

 

وأوضح الشبحي أن هذه الخطوات يجب أن يقوم بها الراعي للعمليات السياسية والعسكرية في اليمن والأطراف في الجنوب وفي الشرعية، مشددًا على أهمية إشراك مكونات الجنوب بفعالية في اتخاذ القرار لضمان نجاح الخطوات التصحيحية.

 

وأشار إلى أن الإصلاحات يجب أن تكون على مستوى الحكومة نفسها، وعلى مستوى الوزارات التي أخفقت والتي تم تعيين فيها شخصيات لم تقدم شيئا خلال العام الماضي.

 

وقال إنه من أجل أن نواكب المرحلة والجدية التي نراها اليوم، لا بأس أن يكون هناك تغيير خصوصا في الوزارات السيادية وأيضا في مؤسسة الرئاسة وفي السلطات التنفيذية وفي العمل الميداني والعسكري بشكل عام، يجب أن يكون هناك تغييرات.

 

انكماش الحوثي

وفي اعتقاد الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور حسين لقور، فإننا سندخل عام 2022 بمفهوم جديد للصراع في اليمن والجنوب العربي.

 

وتحدث لقور لـ"العين الإخبارية" عن المرحلة المقبلة قائلا إنه "بعد أن أثبتت قوى منظومة الشرعية فشلها وعجزها إن لم نقل خيانة بعض أطرافها في هذه الحرب، إشارة للإخوان، أصبحنا أمام مشهد جديد في هذه المواجهة مع مليشيا الحوثي.

 

وأوضح أن المشهد الجديد "تقوده قوات التحالف مع الأطراف حاملة المشروع الحقيقي لهزيمة الحوثي وقطع دابر الوجود الإيراني الذي بات يترنح داخليا وفي العراق ولبنان وسوريا".

 

لذلك -يضيف لقور- بعد الضربات الموجعة التي تلقاها الحوثي في الأيام على يد التحالف أعتقد أننا سنشهد انكماش مليشيات الحوثي من أكثر من منطقة وبتزامن مع ضغوط سياسية واقتصادية ستدفع الحوثي كما خبرناه للاستنجاد بالدعوة إلى هدنة أو حتى الموافقة على الدخول في مفاوضات يحاول من خلالها تقليل خسائره.

 

استراتيجية جديدة

وانعكست أولى التغييرات في شبوة إيجابًا على العمليات العسكرية ضد مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا.

 

ووفقا للمحلل السياسي صالح الدويل، فإنه يمكن قراءة التغيرات القادمة في شبوة وغيرها بأن تنفيذ اتفاق الرياض مدخلا لتحديث استراتيجية الحرب ضد الحوثي.

 

وأكد الدويل هذه القراءة، في مقال نشره عبر حسابه في موقع "تويتر"، تصفحته "العين الإخبارية"، مستدلًا بالحراك المجتمعي الذي شهدته شبوة والهبة الحضرمية التي تستهدف قطع العصب المالي لقوى ظلت تدير مشاريعها بأموال حضرموت وشبوة، ثم العمليات الموجعة الأخيرة التي نفذها التحالف ضد الحوثي.

 

وقال إنه لا يمكن أن ننظر لشبوة في سياق منفصل، فالثابت أن طول هذه الحرب أثبت للتحالف أنه لا يمكن هزيمة الطائفية الحوثية بمليشيات أيديولوجيا حركية حتى لو لبست "ثوب الشرعية" وتمكنت من مكتبها ونيابتها وملشنة جيشها وقواها الأمنية (إشارة إلى تنظيم الإخوان).

 

ولفت إلى أن "العالم لن يقبل هزيمة تطرف ليحل محله تطرف آخر !! وهو ما يفرض تحديث استراتيجية الحرب على الحوثي، أن أريد نصرا في هذه الحرب أو أريد حلا سياسيا".

 

وأوضح أن "تحديث استراتيجية الحرب لن يتحقق بإعادة أدوات الاستراتيجية التي فشلت سبع سنوات حرب!! فالإخوان مبثوثون ليس كأفراد، فالفرد له حق، بل شبكات أخطبوطية متشابكة في كل الإدارات".

 

وأشار إلى أن أذرع الإخوان تطال "المفاصل العسكرية والأمنية التي تدير الحرب وأيضا المفاصل الادارية الخدماتية"، مؤكدا أن "هذا التشابك يتطلب استراتيجية شفافة تحدد أطرافها وتضع طريقة التعامل مع الأدوات التي فشلت وأفشلت الاستراتيجية الأولى".

 

وأضاف أن الاستراتيجية الجديدة يجب أن "تتعامل مع كل أنواع التطرف حوثي/إرهاب/إخوان بأنهم مخرجات واحدة وخطر واحد وإن اختلف صوت كل منهم".

*- شبوة برس ـ العين