ونحن نحتفل بالذكرى 54 لاستقلال الجنوب من الاستعمار البريطاني الذي كان في 30نوفمبر 1967م ، يجب علينا كجنوبيين قيادة ومواطنين أن لايكون احتفالنا هذا احتفالا عابرا فقط ، بل يجب علينا أن نأخذ منه العبر والدروس من جميع ما احدثناه من اخطاء سابقة في استقلالنا الأول ، ومنها نعتبر في كيفية الحفاظ على سيادة دولتنا الجنوبية من بعد الاستقلال الثاني أن شاء الله ، ونعض عليها بالنواجد ، خاصة ونحن قد قطعنا أشواط نضالية كثيرة وكبيرة في سبيل التطلع إلى استعادة دولتنا الجنوبية (الاستقلال الثاني للجنوب) من براثن قوى الإحتلال الشمالي الظالمة ، أشواط سياسية وعسكرية وديبلوماسية وإعلامية وتنظيمية ،
فمن الاستقلال الأول للجنوب ستؤخذ بعين الاعتبار كل العبر من كل الأخطاء التي رافقت نظام دولة الجنوب السابقة ، التي كانت سببا لوقوع الجنوبيين في فخ ما تسمى (الوحدة اليمنية المشؤومة) ، وستكون دولة الجنوب التي سيعلن عنها بعد الاستقلال الثاني للجنوب إن شاء الله ، دولة خالية ومنزهة من كل تلك الأخطاء السابقة ، وذلك لأن الجنوبيين في دولتهم الجديدة سيكونون هم فقط الذين سيديرون دفة الحكم فيها ، وهم فقط الذين سيحددون شكل نظام الحكم فيها ، ولن يقبل أبناء الجنوب مجددا أن يكون وطنهم مرهونًا بيد أبناء الشمال وتحت سيطرتهم ، الذين يحاولون هذه الأيام وبصفة دولية عن طريق المفاوضات الأممية جعل الجنوب تابعًا لهم ، من خلال إصرارهم على أن يكون الحل الأممي لمشاكل اليمن وفق تمسكهم بالمرجعيات الثلاث ، أو وفق مشاريع سياسية احتلالية أخرى يستطيعون بها إبقاء الجنوب مربوط بيمننتهم .
لذلك فإنه على الجنوب مستقبلا؛ أي بعد الاستقلال الثاني ، عليه أن لا يسمح لأيّ من أبناء الشمال أن يشاطروا الجنوبيين الحكم أو تحديد نوعية الحكم لدولتهم الجديدة ، لحيث وكل المصائب التي لحقت بالجنوب وبمنطقة الجزيرة والخليج من بعد استقلال الجنوب الأول ، إلى الوحدة المشؤومة ، إلى حرب الحوثي ، قد كان أبناء الشمال هم السبب الأكبر فيها .
مازال أبناء الجنوب يتذكرون ذلك ولم ينسوا ، أنه وعندما سمح لأبناء الشمال الوافدين إلى الجنوب الحاملين أفكاراً ونظريات لا تصلح أبدًا للحياة العربية الإسلامية ، أن يشاطروهم في حكم الجنوب وفي تحديد نظام الحكم فيه بعد الاستقلال الأول ووفق تلك الأفكار والنظريات التي جاءوا يحملونها ، قد رأوا كيف أن الشماليين وبتآمر منهم قد جعلوا الجنوب خلال فترة الاستقلال الأول معزولا عن محيطة الإقليمي والعربي .
في الاستقلال الثاني للجنوب يجب أن نكون بعيدًين كل البُعد على أن نقع في فخ الشماليين مرة أخرى ، مهما كانت الذرائع والمسميات التي سيطرحونها في المفاوضات ، التي بها سيحاولون تأمين بقاء الجنوب تابعًا لهم ، وسيكون الجنوب باستقلاله الثاني قريبا كل القرب بعلاقاته الأخوية الصادقة المخلصة مع دول المنطقة العربية والخليج والعالم ، خاصة بعد أن اتضحت الرؤية من بعد حرب الحوثي ، أن أنظمة الشمال قاطبة ، من نظام صالح إلى نظام ما تسمى الشرعية إلى نظام الحوثي ، جميعها كانت ومازالت مصدر قلق لدول الجوار ، بينما الجنوب أصبح مصدر أمن واستقرار دول الجوار الشقيقة .