ايام قلائل تفصلنا عن ذكرى اليمة لطالما جعلها صالح ذكرى للتذكير بالجرائم التي ارتكبت بحق الجنوب ارضا وانسانا ، انه يوم 7/7 الذي سمي يوم (انتصار الشرعية انذاك).
بالفعل استطاع هذا اليوم هزيمة الوحدة قبل ان يدمر الجنوب ولكن ظل صالح يعتبره انتصارا للوحدة الى يومنا هذا ولا زال صالح يحاول اخفاء الحقيقة حتى على نفسه.. ويردد الوحدة من صنعه وان خرج من الحكم سيظل يحتفظ بالوحدة مع المخفيين قسريا من 94م.
واليوم وبعد مرور 19 عام على ذكرى مذبحة الوحدة ماذا بقى من الوحدة في الجنوب ، دعونا نتكلم بكل شفافية بعيدين عن المزايدات الحزبية والجهوية والجواب بكل بساطة ايها السادة لم يبق من الوحدة في الجنوب الا علم تحرسه اطقم عسكرية ومدرعات؟
هذه حقيقة يجب الاعتراف بها وكل ما نريده من المجتمع الدولي الجلوس مع الجنوبيين والسماع منهم لا عنهم، هناك ثورة حقيقية يقودها شعب عانى ابشع صنوف القهر والاذلال في وقت تخلى عنه الجميع ، ولكنه اليوم يحرج الجميع بصموده الاسطوري ومليونياته الخالية من العنف الذي يتم الترويج له من قبل البعض .
الوحدة ايها السادة غادرت الجنوب الى جهة ليست مجهولة وبالمقابل حضرت اخلاق الجنوبيين الذين اليوم يتعايشوا مع اخوانهم ابناء المحافظات الشمالية المتواجدين في الجنوب لادراك ابناء الجنوب ان هؤلاء ليسوا من دمروا الجنوب ، وبالتالي فشلت كل الدعايات التي حاولت اخافة اخواننا الشماليين وسقطت هذه الورقة مثل سابقاتها ..نعم نؤكد على مبدأ التعايش السلمي مع الجميع دون انتقاص والمساس بالثوابت الجنوبية ونحث اخواننا الجنوبيين على توجيه رسائل حضارية مفادها باننا شعب يدرك ماذا يريد وما يتوجب عليه فعله .
وعلينا محاربة بعض الظواهر الدخيلة على مجتمعنا ان وجدت، فالثورة تعني الترفع على الضغائن وطرد العادات السيئة وشن حرب على الانتقام.
وبالفعل الجنوبيين نراهم رغم جراحاتهم يجسدون هذا المبدأ قولا وفعلا.
وهذا يدل على اخلاق ابناء الجنوب الذين كبروا بكبر الوطن وينبغي على جميع الجنوبيين بكل انتماءاتهم السياسية الاتفاق والاختلاف في اطار الجنوب ، فهذه الظاهرة هي المطلوبة الان وينبغي عدم تغييبها مرة اخرى فعندما ظل صالح لا يقبل النقد او النصيحة تعرض لهزيمة حتى ولو لم تكن كاسحة ولكن بمفهوم السياسة تعتبر هزيمة.
علينا اليوم وليس غدا كجنوبيين الانتقال من ردة الفعل الى الفعل ولنتقبل بعضنا البعض ، الجنوب هو القاسم المشترك بين كل ابنائه.