وكأننا رسمنا حدودنا بمحض إرادتنا، وكأننا أستسلمنا ورضخنا بالتنازل المذل عن أراضينا الجنوبية شبوة وحضرموت وأجزاء من أبين ، وكأننا أدوات رخيصة تحركها قوى خارجية تفرض علينا متى وأين وكيف ندخل بسبات التراخي المذل ، وكأننا ننتظر الكارثة القادمة بفارغ الصبر .
نعد الأيام والساعات والثواني ليعلن المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي نهاية صلاحية فخ إتفاق الرياض والتنصل عن جميع إلتزاماته وتدشين مرحلة سلطة الأمر الواقع ، سقوط حزم الجوف بداية لحرب مباشرة بين المملكة العربية السعودية ومليشيات الحوثي الإيرانية بالحد الجنوبي للسعودية ، مالم يحدث هناك إتفاق سري ترضخ فيه المملكة لجميع شروط وإملاءات الحوثي ، ستضع مليشيات الحوثي قميص يوسف وستطلق على معركتها القادمة تحرير عسير ونجران للضغط على المملكة لإيقاف الحرب والرضوخ لسلطة الأمر الواقع بصنعاء .
يفترض أن تغير السعودية والقوى الإقليمية والدولية من تكتيكاتها العسكرية والسياسية والدبلوماسية بسبب المتغيرات العسكرية في شمال اليمن ، التي رجحت كفة مليشيات الحوثي الإيرانية ، على حساب كفة ونفوذ شرعية الرئيس المؤقت هادي المهترئة وحزب الإصلاح الإخواني المسيطر على القرار الرئاسي ومن والاهم .
سقوط مأرب وباقي المناطق الشمالية بيد المليشيات أصبحت تحصيل حاصل ومسألة وقت ليس إلا ، وليس من الحكمة والفطنة تسليم حضرموت وشبوة وأجزاء من أبين لمليشيات مأرب الإخوانية لتقوم بتسليمها هي الأخرى لمليشيات الحوثي الإيرانية ، وبالتالي تذهب جميع تلك المنجزات والانتصارات والتضحيات التي بذلها شرفاء جنوب اليمن والتحالف العربي أدراج الرياح .
على أبناء وقبائل وحكماء حضرموت وشبوة وأبين تدارك الأمر والاصطفاف ضد بقايا خونة وعملاء الشمال في تلك المناطق ، لن تقاسمكم مليشيات الحوثي فتات ثرواتكم ، بل تنتظركم مرحلة جديدة من العبودية و الطغيان والاستبداد .
الأحداث المؤسفة متسارعة ويصعب مجاراتها أو اللحاق بها ، ولن ننتظر أن نستيقظ على ترديد الصرخة الحوثية بشقرة أو بعرقوب أبين ، وتصبح سقوط عدن مسألة حصار ليس إلا ، صمتكم الغريب أصبح مريب .
*- (عام ونصف تقريبا على كتابة ونشر هذا المقال)