أكيد انها قد ارتسمت بسمة سخرية واستهزاء على شفاه كل من سمع تصريحين صحفيين في اليومين الماضيين: الأول: هو ما قاله القيادي الإصلاحي عبدالله صعتر بمقابلة صحفية عن انه يرفض الاعتذار للجنوبيين عما لحق بهم من غزوة 1994م وما تلى حربها من نهبها. ففي الوقت الذي لم يعد الجنوبيون يأبهون لشيء اسمه اعتذار بعدما حسموا او حسم معظمهم قرار استعادة دولتهم المسلوبة بعد كل تلك المعاناة التي عاناها من مثل هكذا عقول متمادية بالباطل حتى الاستماتة, وبعد ان أوصد خصومه بوجهه كل ابواب الحل, فانهم -أي الجنوبيون -بذات الوقت يستخفون من مثل هكذا تصريحات تطل بين الحين والآخر لرموز النهب وشيوخ العجرفة والتكفير .
ولكن لا بأس ان نـذّكر هذا الشيخ وحزبه الحاكم ان كان قد نسي أو يتناسى انه كان قبل ثلاثة اشهر تقريبا قد تحمس لموضوع الاعتذار للجنوب ووافق على ادراج هذه النقطة ضمن النقاط العشرين التي قيل حينها بانها ستهيئ الأجواء للدخول بالحوار. ولكن لأنه حزب الاصلاح فلا غرو إذن ان يقلب ظهر المجن وينكث لكلما يتعهد به بمجرد ان يكون قد قضى حاجته من الآخرين وخرج من ضائقته السياسية.
-(يعتذر الجنوبيون عن احداث 1967م واحداث يناير 1986م ونحن سوف نعتذر لهم).
بكل خفة وفجاجة وبهذا المنطق الغريب الفاسد يشترط هذا الرجل المتدين جدا جدا أو كما يقول المصريون (راجل بتاع ربنا) الشيخ عبدالله صعتر على ضحاياه حتى يعود الى الحق ويترك التمادي بالباطل.
يا هذا لن يتوسل الجنوبيون من حزبك أي اعتذار ولن يستجدون من حكومتك أي شفقة او رحمة, فما بالنار للظمآن ماءُ, أذهب انت واعتذارك الى حيث القت رحلها ام قشعم.
-اما التصريح الأخر الذي يثير السخرية والاستهزاء فهو لذلك الصحفي الذي يعمل لدى حزب الإصلاح بعد أن خلع ثوب جنوبيته ورماه الى مكب الحزبية المتأسلمة وهو يطل من احد القنوات العربية ليقول ان نشطاء بالحراك الجنوبي يذهبون عبر بيروت الى مدينة الاهواز (الاحواز)الإيرانية يتدربون على السلاح هناك!
يبدو ان هذا الصحفي مثل شيخه صعتر قد نسي انه كان قد قال قبل فترة ان التدريب يتم بالبقاع اللبناني.
خذ هذه النصيحة التي يعمل بها كثير من قيادات الحزب الذي تعمل له :( ان كنت كذوبا فكن ذكورا).
مبعث السخرية والاستهزاء من كلام الصحفي اياه ليس كذب الخبر وافتراءه, فهذا لا يحتاج الى انسان عاقل ان يكتشف حقيقة ذلك من واقع وحقائق الوضع المعاش بالجنوب, ولكن ايضا لابأس ان نكشف حذلقة هذا الكذوب الفاشل حين يقول ان الجنوبيين يقطعون كل هذه المسافات ليصلوا الى الاحواز الايرانية (وعبر بيروت) شوفوا على فهلولة (عبر بيروت), انني على يقين ان من اوعز لهذا الصحفي ان يكذب سيقـرّعه ويوبّـخه ايما توبيخ على هذه الحبكة الغبية المفضوحة التي فضحته وفضحت من يغششه غلط, وكأن الطريق من عدن الى بيروت اقرب من عدن الى الاهواز, فأغبى الاغبياء سيعرف القصد من حشر اسم بيروت بالموضوع ليعرف بالتالي ان الخبر كذب في كذب.
ثم ونافلة في تأكيد زيف هذا الخبر نقول: هل من المعقول ان شعب مسلح كالشعب الجنوبي الذي كثير من ناشطيه السياسيين هم اصلا ضباط وجنود تم اقصائهم من خدمتهم العسكرية ويجيدون فنون القتال وانواع الاسلحة سيذهبون يتدربون بأخر الدنيا وكان بلادهم بجبالها وسهولها وقفارها قد ضاقت بهم بما رحبت ؟أو كأن البلاد تخلو من انواع الاسلحة وهي التي تغص بملايين القطع ومن كل الانواع.
ثم انظروا أيضا الى هذا الكائن الخراط وفشله حتى بالكذب فلم يجد في مساحة ايران ومحافظاتها المترامية الاطراف غير محافظة الاهواز ليقول ان الجنوبيين يتدربون فيها وهو من غباؤه لا يعرف ان هذه المحافظة بالذات الواقعة على الحدود مع العراق هي محافظة ذات اغلبية سنية وتشهد اضطرابات ذات نـفَــس طائفي مع السلطة بطهران بل انها منطقة يقول اهلها بانهم ليسوا بإيرانيين وانهم عرب ويطالبون اصلا بــ(الانفصال) عن ايران وبالتالي فليس الايرانيين بغباء هذا الصحفي ومَـن أوعز له بهذه الخرطة الكبيرة ان يدربون اشخاص هم اساسا يطالبون بالانفصال ويطالبون باستعادة دولتهم بمحافظة تطالب هي بنفس المطلب ووضعها الامني والسياسي ليس بأفضل حالا من عدن وباقي الجنوب وهي ايضا سنية أي من نفس طائفة الجنوبيين الذين قيل انهم يتدربون هناك هذا إذا اضطررنا ان نتكلم بلغة الطائفية الكريهة.
بقي ان نقول ان هذا الصحفي البائس استوحى هذه الكذبة من وحي خبر دُس لصحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية نقلته على لسان السفير قاسم عسكر جبران من ان نشطاء جنوبيون يتدربون بإيران وهو الخبر الذي نفاه السفير قاسم عسكر وسخر منه بشدة.!
حكمة:(الرجوع الى الحق خير من التمادي في الباطل)