كانوا يريدون من عيدروس أن يتوجه بخطاب إنشائي طفولي ووعود كاذبة غير واقعية وأن يضغط على زر بجانبه فجأة ليتوفر البترول وتنخفض أسعار العملة وتهبط محطات كهرباء من الفضاء، وتناسوا أن مَن يحرضهم هم أنفسهم الذين يعاقبوهم ويتلذذون بمعاناتهم.
كانوا يريدون من عيدروس أن يخرج بخطاب انفعالي لضرب المتظاهرين، فأكد وقوفه مع مطالب الشعب، وفرض حالة الطوارئ حماية لعدن وأهلها، وقطع الطريق على الانتهازيين ودعاة الفوضى.
كانوا يريدون من عيدروس أن يغرق في دوامة الفوضى والتخريب لتنقض قواتهم التي تحتشد في شقرة وطور الباحة لمباغتة الجنوب، فأصدر أوامره الفورية برفع الجاهزية والاستعداد القتالي.
كانوا يتحينون الفرصة لمثل هكذا قرارات:
غير مدروسة، انفعالية، ارتجالية، عاطفية!
فخاب سعيهم وفشل مخططهم.
الجنوب لن يفرط بما وصل له بعد هذه التضحيات.
والمعركة باتت معركة وجود:
إما أن ننتصر أو ننتصر.
والهزيمة ليست في قاموس شعب الجنوب أبداً.
شعب الجنوب يثق بقيادته ويؤيد قراراتها في هذه المرحلة المفصلية الحرجة التي يتكالب فيها أعداء شعب الجنوب.
#ياسر_علي