لماذا فشل المجلس الإنتقالي في فرض واقع فك الارتباط وفي تثبيت دولة النظام والقانون والقضاء على الفساد والإرهاب في المناطق التي سيطر عليها ؟ إن الإجابة على هذا السؤال هي أنه من الواجب إن تمسك أولا بمعول الهدم قبل أن تضع حجر الأساس ، بمعنى أنه يجب هدم البنيان القديم ليترسخ على أنقاضه أسس بنيان العهد الجديد التي يفترض أنه يمثلك وتمثله ، وعلى رأسه إعلان فك الارتباط وتثبيت دولة النظام والقانون ومكافحة الفساد والإرهاب في المناطق التي يسيطر عليها الإنتقالي وهذا لم يحصل من قبل الإنتقالي .
فالرؤية السياسية لأي مكون سياسي هي التي ترسم الخطوط ، وتحدد التوجهات ، وهي الخطوة الأولى الحاسمة على طريق النجاح أو الفشل ، فلو وقف المجلس الإنتقالي الجنوبي ممسكاً بورقة فك الارتباط ، وأمسك بكرت التأييد الجماهيري له ولعب بجوكر المصالح المشتركة مع الجانب الدولي والإقليمي ، لكسب المعركة ولما كان يعيش مثل هذه الأزمة التي يعيشها اليوم .
بمعنى ان الإنتقالي يظن أن اللعبة السياسية ، هو أن تلعبها بشروط الخصم أو الشروط السائدة والمعمول بها من قبل الجانب الدولي والإقليمي ، وهذه سذاجة سياسية لا تغتفر وهذا ما فعله بالضبط الإنتقالي في إتفاق الرياض مع حكومة الشرعية اليمنية ، لم يدرك الإنتقالي على مدى مسيرته ، أن السياسة ملعب واسع وفسيح يمكن أن تلعب فيه على طريقتك ، وتدير فيه خيولك وفقا لاستراتيجيتك السياسية والسؤال المثير هو لماذا اختار الإنتقالي هذا الطريق ، والجواب هو أنه كان يظن ان المهادنة واللعب ضمن معطيات الواقع القائم ، ضرورية من أجل الحفاظ على الذات والاستمرارية والبقاء .
لم يأخذ الإنتقالي العبرة من الحوثي ، والذي دك كل رموز النظام القديم في صنعاء من المؤتمر والإصلاح وعلى رأسها الرئيس علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر وحميد الأحمر ليتسنى له إنفاذ سياساته وتوجهاته الجديده .