لقد كانت ولا زالت العلاقة بين الكرسي والدين أما علاقة عداوة أو علاقة تبعية الدين للكرسي ، فالعلاقة ما بين الكرسي والدين لم تخرج عن الاتجاهين الآنفي الذكر منذ وفاة النبي محمد حتى اليوم . وإلى اليوم لم يتمكن المسلمون من ضبط العلاقة بين الكرسي والدين كما حددتها تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف لقد فشلوا في صياغة نظام حكم دستوري ينطلق من الآية الكريمة “وأمرهم شورى بينهم ” ولم يكن هناك أي نظام حكم إسلامي مبني على الشورى بل كانت كل الأنظمة الإسلامية دكتاتورية أستبدادية أما على عداوة مع الدين أو جاعلة منه تابع لها ، وليس هي تابعة له . ولا تزال معضلة الصراع بين الكرسي والدين ، تستنزف الخيرات المادية والبشرية للشعوب الإسلامية ، وتقف حاجزا أساسيا في وجه تقدم ورقي هذه الشعوب . أي إن المسلمين بالنسبة لعلاقة الكرسي بالدين قد وضعوا العربة قبل الحصان ، ولا زال هذا النمط من العلاقة بين الكرسي والدين ، هو النمط السائد الذي يتوارثه المسلمون منذ وفاة النبي محمد حتى اليوم ، فالسؤال هو متى سيضع المسلمون العربة خلف الحصان وليست أمامه ؟ أي متى سيجعلون الكرسي تابع لدين وليس الدين تابع للكرسي \؟
أنه مجرد سؤال يا اولوا الألباب .