#وقائع_عشناها
كان للسواد الأعظم من أبناء شبوة الخريجين تجارب محبطة مع لوبي التوظيف في الشركات والمنشآت والحقول النفطية، تعمد واضح فاضح لتنفير أبناء المحافظة، عراقيل وشروط تعجيزية لا تنطبق على القادمين من المناطق الأخرى، تلاعب بالكشوفات والأسماء، سمسرة وبيع وشراء وما إلى ذلك من اساليب خبيثة، وصل بعضها حد الفتنة بين ابناء المنطقة الواحدة ليكون البديل هو الغريب بحجة اغلاق باب الفتنة..!
في عام ٢٠١٢، ونتيجة لهذا العبث المتعمد، قمنا بانشاء صفحة على الفيس بوك بعنوان(( حملة أبناء شبوة للمطالبة بحق التوظيف والتأهيل في شركات النفط ))، وبدأنا نكتب علانية عن الموضوع، اتذكر آنذاك ان احد وكلاء المحافظة تفاعل معنا وطلب منّا العمل على إعداد قائمة مبدئية بالخريجين وتخصصاتهم، وضعنا رابط في الصفحة لتجميع البيانات، وفي اقل من ٣ أيام وصل عدد الخريجين في هذه القائمة أكثر من ١٠٠٠ خرِّيج، تخصصات IT وأخرى هندسية وإدارية وحتى طبية..!
تواصلنا بالوكيل وأبلغناه أن قائمة من ١٠٠٠ خريج شبواني جاهزة وفيها كل معلوماتهم، ومن هنا بدأت أساليب المراوغة والتملص، كالعادة، ولا اريد أن اسرد كيف كانت رحلة العناء والمشقة في محاولة مقابلة المحافظ بهكذا مطالب وملفات..!
غادرت حينها للملكة لمواصلة رحلة الماجستير، بعد أجازة مليئة بكل أنواع الاستجداء والتودد للمسؤولين في المحافظة، وكلها ذهبت أدراج الرياح..!
أتذكر في ذاك الوقت ان أحد السماسرة عرض علي وظيفة في واحدة من الشركات بمبلغ مليون ريال، لم أكن أملك المال، فذهبت لغيري بعد أن دفع المبلغ..!
أنهيت الماجستير عام ٢٠١٤، وعدت مرّة أخرى لممارسة التودد والاستعطاف والاستجداء، في مشاهد مليئة بالابتسامات الصفراء والنفاق الاجتماعي المؤلم للنفس العزيزة، من شبوة أنطلقت لصنعاء ومنها إلى عدن ومنها للمكلا ومن هناك مرّة أخرى لصنعاء..!
لم أنجح في إختراق جدران الوساطات والمحسوبيات، فشلت مرّة أخرى..!
لملمت أحلامي وآمالي، وتوجهت لمكتب نقل البُراق في صنعاء وحجزت إلى شبوة، رحلة طويلة يرافقني فيها اليأس والإحباط والغضب..!
بعد مأرب، سلك باص البُراق طريقاً أخرى، ودخل لردمية، ولم أكن ادري لماذا، وصل الباص لمنطقة معزولة وتوقف، وكان ينتظره باص آخر، ترجل عن باصنا 29 راكب، فنزلت معهم للتأكد أن حقائبي لن تُسرق..!
سألت أحدهم، لماذا تنزلون هنا، فقال نحن نعمل في حقل العقلة، وكنّا في اجازة واليوم نعود للعمل..!
لم أكن أعرف حتى موقع حقل العقلة..!
لا أخفيكم سراً، إن كمية من القهر والغبنة تملكتني وأنا ارى كل هؤلاء القادمين من صنعاء وذمار وعمران يحصلون على امتيازات التوظيف، وأنا إبن شبوة يتم حرماني منها..!
هناك الآلاف من ابناء شبوة تجشموا هكذا عناء، ولأني ذكرت قائمة الألف شبواني، دعوني احدثكم عن اسمين من تلك القائمة التي تواصلت بهم شخصياً، أحدهم خريج الأردن تخصص برمجة، والآخر خريج الهند تخصص نظم معلومات، كان الأول يعمل في محل قطع غيار في الرياض والآخر في مطعم للمندي في الطائف عندما بدأنا بتجميع المعلومات..!
يجب ان تكون ابن مسؤول او متنفذ او ابناً لأحد اعضاء الأحزاب الحاكمة المتحكمة في البلاد لتجد وظيفة وعمل في الشركات النفطية في شبوة، دون ذلك فأنت تحفر في الصخر..!
واليوم يأتي من يكذب على ابناء شبوة ويتبجح ويهرطق بأرقام ونسب عن الموظفين في الشركات من ابناء المحافظة، ويحشد الآخر باسم شبوة لإعادة تشغيل المنشآت، ويتحرك آخر مدجج بأسلحته ونياشينه ورتبه الورقية لتأمين مصالح أرباب الفساد مقابل شيء من الفتات على حساب أهل شبوة..!
شاهت الوجوه..!
✍ محمد حبتور