لا لوم على العطاس ولا علي ناصر ولا غيرهم من ديناصورات الماضي على مواقفهم وشطحاتهم، لكن الملامة تقع على "العقلية الجنوبية" التي لازالت تعطي وزناً لهكذا أشخاص وتصر على ربط حاضر الجنوب ومستقبله بشخصيات أثبتت فشلها في الماضي، وكانت السبب في خلق صراعات وتشوهات أوصلت الجنوب إلى ماهو عليه اليوم.
والملامة تقع كذلك على الانتقالي الذي يصر بسذاجة غير مبررة على إعطاءهم مكاناً لا يستحقونه، ولا يزال حبيس فزاعة "فوبيا شق الصف الجنوبي" التي عطلت الجنوب عن المضي قدماً بتجاوز الماضي بكل تبعاته عبر تصدر هؤلاء واجهة المشهد وإعادة السلبيات المرتبطة بهم إلى الأذهان بعدما تجاوزها جيل 2015.
الجنوب لم يستوعب أنه فتح صفحة جديدة بجيل لم يتلوث بالماضي بكل سلبياته، امتلك القدرة على الانتصار على الشمال بفضل غياب هؤلاء وابتعادهم عن التدخل في مستقبل الجنوب السياسي.
مشكلة الحوار الجنوبي، أنه لا يقوم على أساس صلب، أو فهم صحيح لحقيقة واقع الجنوب الجديد، في أنه لا جدوى من ربط مصير الجنوب بشخصيات مجربة ارتبط حضورها في الذاكرة الجمعية الجنوبية بمرحلة سيئة، وأن إعادتهم للواجهة من جديد لم ولن يكون حلاً للمشكلة بل سيزيد من تفاقمها.
وهذا هو الملاحظ دائما إذا أنه كلما تم التقرب إلى هؤلاء من جديد كبرت رؤوسهم وتوهموا أنهم لازالوا مؤثرين في الشارع! فيكررون إفراز أحقادهم داخل المجتمع الجنوبي.
لن يستقيم الجنوب إلا بطي صفحة الماضي بكل مافيه، والجنوب لا ينقصه الرجال ولا السياسيين ولا المفكرين حتى نهرول لكسب ود شخصيات محنطة لم ولن يأتي منها خيراً بل لازالت تستخدم كفخاخ لزرع مزيد من العراقيل بين أبناء الجنوب.
#ياسر_علي