أخوك الذي لا ينقض الدهر عهده
ولا عندَ صرفِ الدهرِ يزوَرُّ جانبُه
فخذ من أخيك العفو واغفر ذنوبه
ولا تك في كل الأمور تجانبه
إذا كنت في كل الأمور معاتبا
صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
إذا انت لم تشرب مرارا على القذى
ظمئتَ وأيّ الناس تصفو مشاربه
ابيات المقدمة لبشار بن برد استدعيتها لتكون مدخل ما أريد الكتابة عنه، وقد كتبت وكتب غيري في موضوع المصالحة الجنوبية الشاملة التي بدونها نعتقد أنه من الصعب عودة الجنوب، فالخلاف الجنوبي الجنوبي هو المعطل الكبير والعقبة الكأدى في طريق استقلال الجنوب.
وإذا كانت المصالحة والتوافق الجنوبي ظرورية في كل الأوقات فإنها أكثر ظرورة في هذا الوقت العصيب .
التباينات والخلافات موجودة ومن المعيب إنكارها والقفز عليها، ولكن معالجتها واجب مقدس من أجل خدمة الجنوب وشعبه الصابر.
ومن المؤكد أن أي مصالحة لن تنجح الا بتقديم تنازلات وتضحيات ونكران للذات وتقديم مصلحة الوطن على ماعداها، ولا أظن أن أي قيادي جنوبي تهمه مصلحة الجنوب، يرفض تقديم التنازلات ويضحي بمصلحته الشخصية من أجل الوطن والشعب.
▪️المطلوب من كل القيادات الجنوبية التفاعل مع هذه الدعوات فإنها دعوات اللحظة الأخيرة وقد لاتتكرر ولن ينفع البكاء والندم بعد وقوع الفاس في الرأس.
الجميع يعلم أن التحالف بعد 6 سنوات حرب بدأ يبحث عن مخرج من هذه الحرب، والعالم لم يعد يقبل استمرارها ويدعوا إلى حل سلمي وتسوية سياسية، كل هذا ليس بخاف على احد لكن الأنانية متمكنه من البعض! ولهولاء نقول: ان كل شيء يهون في سبيل الوطن وانكم راحلون عن هذه الدنيا فاتركوا لكم جميل ذكر، وسجلوا اسمائكم في دفاتر التاريخ بأنكم ضحيتوا وتنازلتوا من أجل الوطن والشعب.
قضية الجنوب أصبحت أمام العالم واضحة ولكن ينقصها التفاف جميع قادة الجنوب حولها، لأنه من غير المعقول أن نطلب من العالم أو من دولة ما أن تقف معنا وتدعمنا ونحن مختلفين! بل إن ردها سيكون : اتفقوا اولاً وبعدين اطلبوا منا مساعدتكم ونحن مستعدين هكذا سيكون الرد.
هذه المناشدة للمصالحة لابد لها من ترتيب وإعداد جيد وخطوات يجب البدء بها ومنها.
▪️تشكيل لجنة تواصل من المهتمين بالتوافق والمصالحة، مهمتها التواصل مع كافة القيادات الفاعلة لعقد مؤتمر مصالحة جنوبي.
▪️وضع جدول عمل للقاء القيادات في الداخل والخارج.
▪️العمل على تقريب وجهات النظر بين القيادات، وتأجيل الخوض في المسائل الخلافية المعقدة حالياً وترحيلها إلى (مؤتمر المصالحة).
▪️الإسراع قدر الإمكان في عقد المؤتمر إذا توفر الظرف المناسب والقدر الكافي من القيادات (نسبة75%)من القيادات، والاستمرار في التحاور مع من بقي.
الجنوب لجميع أبناءه البررة والعصاه، فالابن العاصي يجب محاورته واقناعه بأن الوطن أغلى وأن النهج الذي ينتهجه خطأ وسيعود بالكلمة الطيبة والحوار المقنع.
في الختام/ نشدد على إتمام المصالحة في هذا الوقت، فما هو متاح اليوم قد لايتوفر مستقبلاً، بل سيكون مستحيلاً إذا اتفقت الأطراف الأخرى وبقي الجنوب خارج السياق.
العالم سيتعامل مع الأمر الواقع ولا يهمه من يكون في الواجهة إذا وجد من يحسن حماية مصالحه، ولن ينظر لمن خارج الإطار حتى ولو كان صاحب حق.
العالم يتعامل مع القوي، والقوى لن يقوى الا بالتوافق مع خصومه ومعارضية وقبول الآخر بعلاته.
نتمنى التوفيق للجميع
عبدالله سعيد القروة
17/7/2021