غزت الدول العربية ثورات ربيع عبرية لا عربية وقودها شباب اوهموا بحياة كريمة وعيش رغيد وغد مشرق ومستقبل زاهر ما لبث أن أصبح سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا .
خرجوا للشوارع بعبارات رنانة وشعارات جميلة وهتافات عالية ورقصات جديدة وخطب طويلة وجُمَع عديدة بتسميات غريبة .
خرجوا ونصبوا الخيام ومكثوا في الشوارع نيام ومسيرات حاشدة بالأعلام منادين بالحرية والسلام وفي الأخير امتطت ثورتهم أغنام وطعنتهم الأحزاب بالسهام فتبددت مشاريعهم والأوهام .
تبددت أحلامهم وتشتت طموحاتهم وضاعت آمالهم وتلاشت أمنياتهم ودُفنت رغباتهم وزُهقت أرواحهم وجُرحت أجسامهم وأُعيقت أطرافهم .
أمّا أغنام الثورة على المطار هاربون وفي الفنادق قابعون وفي الرفاهية منغمسون ومن الخيرات يأكلون وفي مدخرات البلد يرعون .
في الأخير رحمة الله على الشهداء منهم وشفاء الله الجرحى فارحموا شعب قد ذل ومن أوضاع مزرية قد مَل ومن حروب قاتلة ليس لها حل .
و دمتم في رعاية الله