في البداية لابد من تكرار ماسبق وقلناه، من أن التوافق الجنوبي بين المكونات والفعاليات مهم جدا في مرحلة دقيقة من عمر القضية الجنوبية.
أن البحث عن القواسم المشتركة التي تجمع ولاتفرق واجب وطني قبل أن يكون مكسب لمكون أو تيار، لذلك فمن باب أولى أن يكون التفكير في كيفية لم الشمل بأسرع وقت ممكن من أولويات قيادات المكونات الجنوبية ومختلف أطياف النسيج الإجتماعي.
قضية الجنوب تمر بمرحلة مفصلية وتحتاج إلى عمل منظم في ظل وجود تحشيد دولي وإقليمي لوقف الحرب في اليمن.
فمن لم يضع قدمه على أرض صلبه ستزل، فكيف بقضية شعب ناضل من أجلها وقدم الشهداء في سبيلها.
المرحلة خطيرة وتتطلب الكثير من الجهد والعمل والصبر والتضحية من أجل الحصول على أفضل النتائج في أحلك الظروف ، ولن يتأتى ذلك إلا بتوحيد الصف الجنوبي والعمل معا في سبيل خدمة شعب الجنوب وقضيته.
الموقف الدولي من حرب اليمن تغير وخاصة الأمريكي، جاء ذلك على لسان الرئيس بايدن في مقابلته الأخيرة مع تلفزيون ABC الأمريكي.
يبدو أن الحرب بلغت منتهاها أو مبتغاها! لافرق، المهم أن نكون في مستوى الحدث قيادات ومكونات ونخب وشعب حتى لا نبكي على اللبن المسكوب.
وهذا يتطلب ايضاً الحفاظ على علاقات متوازنة مع دول التحالف التي قدمت الكثير، بما يضمن الحفاظ على دعم التحالف وتجنب التصادم معه نتيجة بعض الأفعال والسياسات المتبعة التي يراها البعض معاكسة لمطالب الجنوبيين .
التحالف لديه سياسة معينة في إدارة المعركة ولن تكون بالظرورة متناسبة مع رغبة البعض، لكنه موجود ويجب التعامل معه وفق ماتتطلبه المرحلة لضمان دعمه.
المرحلة خطيرة جداً وتحتاج إلى توافق وطني حقيقي أولاً، وعمل دبلوماسي راقي واعلام مهني منضبط لحشد الداخل والتأثير على الخارج لكسب مواقف مؤيده لقضية شعب الجنوب المظلوم.
عبدالله سعيد القروة
19 مارس 2012م