خطر صيرورة حرب التحالف في اليمن إلى مهزلة

من النظر إلى النتائج العكسية الغير إيجابية التي أفرزتها حرب عاصفة الحزم في اليمن خلال ست سنوات التي كان هدفها الأساسي هو القضاء على الحوثيين وإعادة ماتسمى الشرعية اليمنية إلى صنعاء ، وهذا يعني أن استمرار الرضى على مثل تلك النتائج العكسية هو تحول وصيرورة حرب التحالف العربي في اليمن إلى حرب مهزلة تكون السعوديه وحزب الإصلاح وشخصيات سياسية وعسكرية وقبلية شمالية المتواجدة في الرياض وتركيا وفي بعض عواصم دول عربية هي السبب الأكبر في صيرورة عاصفة الحزم من حرب جدية ضد الحوثيين إلى حرب مهزلة فقدت جميع مقومات مشروعية استمرارها .

فمن المواقف السياسية والعسكرية والاقتصادية التي لا يقبلها عقل مواطن بسيط فكيف بدول شقيقة كبرى تقبلها التي وبالسكوت عنها تظهر أن هذه العاصفة العربية هي مهزلة لايراد منها الوصول لا إلى الانتصار على الحوثيين ولا إلى استقرار المحافظات الجنوبية المحررة المنتصرة على الحوثيين ، التي منها ؛ اتفاق استوكهولم بتجميد الحرب في الحديدة بين الشرعية اليمنية والحوثيين ، الاستغناء عن مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة كدولة مهمة وفاعلة في هذه الحرب نزولا عند رغبة حزب الإصلاح ، السكوت على استغلال حزب الإصلاح للسلطة في التضييق على أبناء عدن خاصة والجنوب عامة في خدماتهم وحاجاتهم الأساسية ، عدم تنفيذ اتفاق الرياض بما من شأنه القضاء على الحوثيين ، السكوت عن اعتداءت ميليشيات حزب الإصلاح وجماعاتهم الإرهابية ضد قوات المقاومة الجنوبية  في شبوة وشقرة ، الاستمرار في قطع رواتب ومعاشات القوات المسلحة الجنوبية ، مطالبة الجنوبيين دعمهم مشاركة قبائل مأرب القتال إلى جانبهم ضد عدوانية الحوثيين بينما هناك مناطق ومحاور وألوية عسكرية شمالية رابضة في حضرموت وشبوة وأبين ، وكذلك انسحاب عدد من كتائب الإخوان من مأرب لتعزيز جبهة أبين في ذات الوقت المحتدمة فيه معارك القتال بين قبائل مأرب والحوثيين ، وكذلك السماح للمقدشي في نقل مقر وزارة الدفاع من مأرب إلى سيئون وتسهيل إمكانيات هذا النقل ، كل هذه الأمور والأوامر والمؤامرات العدوانية التي تطبخ في مطابخ حزب الإصلاح الإخواني لهدف عودة احتلالهم للجنوب واستمرار نهب ثرواته والسيطرة عليها في ظل سكوت سعودي ، لايعني هذا غير أن عاصفة الحزم قد تحولت من حرب جدية ضد الحوثيين  وصارت حرب مهزلة .

هم يحسبون أنهم بهذه الصيرورة سيستطعيون السيطرة على الجنوب ، هيهات لهم ، الجنوب بتاتا لن يسمح لهم أن تكون أرضه ساحة لحرب تخلت عن مبادئها المشروعة لتصبغ بصبغة المهزلة ومخاطر هذه الصيرورة سترتد نتائجها على حزب الإصلاح بتدميره في كل شبر من أرض الجنوب وعلى السعودية بتنامي قوة الحوثيين ضدها .

قمة المهزلة أن يستمر  الإصلاح في ترديد عبارة لايكون تحرير صنعاء إلا من عدن والسعودية تصدق ذلك .

عادل العبيدي