اضغط على الارض وفاوض على الطاولة ..
مبدأ وعرف مالوف في الصرعات الدولية .. نابليون بونابرت قال " لا تفاوض على ما وطأت ارضه قدميك بل على ما تصل اليه قنابل مدفعيتك؟! على ما يبدو من حراك الساعات الاخيرة ما بعد اعلان بايدن وقف امدادات السلاح للسعودية والتحالف المشارك في حرب اليمن والغى قرار ادارة سلفه ترامب ، بشطب انصار الله من لائحة الارهاب ودعوته لوقف الحرب في اليمن وتعيين مبعوث امريكي خاص لحل الازمة اليمنية حلا سلميا! وما تمخضت عنه الزيارة المفاجئة للسيد جريفت المبعوث الاممي الى طهران في ذات السياق وما تشهده المنطقة من تصعيد سياسي وعسكري خطير ومتزامن .. وارتفاع سقف الاشتراطات المسبقة من جانب ايران وانصار الله.
على الصعيد السياسي الاقليمي ايران فاجئت المبعوث الاممي باشتراطات جديدة ابرزها الاعتراف الرسمي الاممي بسلطة انصار الله كحكومة امر واقع صارت تحكم قبضتها على صنعاء والشمال.. قبل البدء باي حل سلمي للازمة اليمنية؟! وعلى الارض صعد انصار الله عمليات الحسم العسكري بهجومهم الشرس على مارب وعزمهم اسقاطها كأهم منطقة حيوية منتجة للنفط والغاز في الشمال ، واستهدافهم ظهر اليوم مطار ابهاء الدولي جنوب المملكة العربية السعودية باربع طائرات مسيرة حسب اعتراف الطرفين لقناة للجزيرة مساء اليوم.
الايرانيين الذين وصفهم يوم أمس المبعوث الدولي بأن مشاركتهم في الحل السياسي في اليمن محوري وهام جدا ودعاهم لحث انصار الله بقبول المبادرة الامريكية الاخيرة .. تعكس لهجتهم التصعيدية وسقف مطالبهم المرتفعة الجديدة للاعتراف بحكومة انصار الله قبل اي حل سلمي.. وما يرافقها على الارض من تصعيد عسكري للانصار على مأرب الغنية بالنفط والغاز ومحاولة اسقاطها بايديهم كاخر معاقل قوات النظام الشرعي في الشمال اليمني .. وقصف مطار ابهاء السعودي ظهر اليوم .. توحي بتنسيق منظم بين الموقفين الايراني والحوثي .. وجاهزيتهما المشتركة في تحقيق مزيدا من الانتصارات على الارض والاعداد الجيد بحمل اكثر من ورقة لعرضها على طاولات التفاوض السلمي ان كتب لها النجاح وصدقت الادارة الامريكية والغرب في فرضها على اطراف النزاع في اليمن محليا واقليميا ؟!
التساؤلات المطروحة اليوم من قبل معظم المراقبين والمتابعين المعنيين بتطورات الازمة اليمنية وتداعياتها الاقليمية .. سلما وحربا .. ما الذي اعده تحالف دعم الشرعية .. اقليميا ، وما الذي اعدته الشرعية اليمنية الحالمة بالعودة الى صنعاء .. يمنيا ..
في خضم هذا التصعيد المتنامي سياسيا وعسكريا واقليميا ودوليا؟!
وما الذي اعده المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يحكم قبضته سياسيا وعسكريا وامنيا على العاصمة عدن والمناطق الجنوبية المحررة ومعه باقي قوى الحراك السلمي الجنوبي .. جنوبيا .. على صعيد القضية الجنوبية واحلام الجنوبيين. بإستعادة دولتهم وفرض السيادة الوطنية على كامل اراضيهم المحررة والمناطق التي لم يتم تحريرها بعد ؟!
وما الذي سيقدمه لهم حلفاءهم الاقليميين في عاصفة الحزم من اشتراطات لصالح الجنوب وقضيته الجنوبية العادلة للاعتراف بهم في سيادتهم على ارضهم كامر واقع ، مقابل اشتراطات ايران لحلفاءهم انصار الله ضمن اجندات صفقات الحلول الاقليمية والدولية المتبادلة .. أم انهم سيخرجون من الطبخة بلا حمص وسيتم خذلانهم كما خذلوا اقليميا عام 1994م ، فالمرء لا يلدغ من جحر مرتين ؟!