٣٠ نوفمبر يوم مفقود من حياتنا

2020-11-24 14:27

 

عيدٌ بأية حال عدت ياعيد

بما مضى أم بأمر فيك تجديدُ

 

وعاد يوم ٣٠ نوفمبر ونحن في نفس المكان الذي ودعنا فيه عام ٦٧م ليسالنا! ماذا عملنا خلال ال ٥٣ عام؟

وأين نحن من ذلك اليوم؟

 

في الحقيقة اننا نشعر بالخجل من الإجابة على سؤاله! ليس لدينا ماتقوله.

هل نقول له :

أما الأحبة فالبيداء دونهمُ

فليت دونك بيداً دونها بيدُ

أم نقول له: إننا لازلنا نتقاتل منذ غابت شمسك في ١٩٦٧، وان جميع شخصيات الجنوب وقياداته الجنوبية قد شردت أو قتلت وتمت  تصفيتها في صراعات تدعي الحفاظ عليك !!

هل نخبره بأن الجنوب الذي كان دولة مستقلة ذات سيادة قد تم بيعه بدون مزاد في نفق مظلم في ليلة كالحة؟

هل نخبره أيضاً بأنهم وَهبَوه بلا ثمن لمن لا يستحق؟

 

لم يترك الدهر من قلبي ولاكبدي

شيءً تتيّمه عين ولا جيد.

 

الحقيقة التي يتهرب منها المفرِّطين هي انهم تخلوا عن استقلالهم (٣٠نوفمبر)  واستبدلوه باحتلال جديد أسوأ من السابق. إحتلال يدعي أن الأرض أرضه والشعب شعبه! وان أصحاب الأرض الجنوبيين (صومال وهنود)!.

إني نزلت بكذابين ضيفهمُ

عن القِرى وعن الترحال محدود.

بأي وجه سيقابلون نوفمبر؟ بوجه العاجز البليد ام بوجه المومس القذر الذي باع شرفه وعرضه وارضه؟

لا أعلم.

لكن الذي أعرفه ان بريطانيا سلمتهم وطن كان درة الشرق الأوسط في ذلك الزمان وفرطوا فيه، خربوا كل   جميل فيه، و دمروا كل ما استلموه مشيداً، وجلبوا له الويلات من كل مكان.

اوصلوه إلى الهاوية بعد أن تنازلوا عنه في ليلة ٢٢ مايو ٩٠م.

سلموه ليأجوج ومأجوج أكلوا الشجر والحجر ونهبوا كل شيء في البلاد، فوق الأرض وتحت الثرى قوم :

جود الرجال من الأيدي وجودهمُ

من اللسان فلا كانوا ولازالوا.

 

بعد ٥٣ عام من الصراعات والكوارث لم نحقق فيها شيء إلا التخلف والجهل والدمار والخراب.

 

عفواً يا نوفمبر لو كنت تعقل  مانقول : لاتعود حتى تشرق شمسك ويتجدد فجرك ويُستعاد مجدك، في وطن ينعم بالحرية والأمان ويسود فيه القانون والنظام والعدالة والمساواة .

 

 

 

عبدالله سعيد القروة

٢٤ نوفمبر ٢٠٢٠م