بل العكس كل يوم يبعدنا عن الهدف.. ويزيدنا تشتتاً يفقدنا الأمل في البناء المؤسسي الثورى الذي يصهرنا في بوتقة واحدة ووعياً واصطفافاً ومسيرة عمل وطني حاسم لتحرير الارض ثم
التكاتف للبناء المنهاجي للدولة وفقا لرؤية ناضجة متكاملة تستوعب كل تفاصيل الواقع وتحتويها.. وتبعدنا عن الموروث الجنوبي التعيس الذي يطل براسة بشكل بشع كما ظهر فيما كتب عن ذكرى ثورة 14اكتوبر من كتابات متناقضه تعكس تمترسا مناطقيا.. مشحونا بكل نوازع الصراع....
إننا كجنوبيين نبتعد عن مستقبلنا عندما لانتجه بعقولنا وقلوبنا نحو المستقبل بل العكس لا نزال ننظر الى الخلف... ونشحن وعينا بمورثات لاتخدم المستقبل
إننا نكتب كل يوم منذ سنوات عن كيفية التوجه لبناء الدولة الجنوبية العتيدة وان نضع رؤيتها للمستقبل التي تنطلق من العلم والتوازن الوطني والشراكه السياسية وان ننبذ الماضي الشمولي بكل تركته وننهج الديمقراطية والحريات العامة
والعلم واحترام سلطة القانون واعتباره شرطا لتحقيق العدالة والمساواة... وان تتاح الفرصه كلها للآخر في ممارسة حقوقه كاملة مع التزام صارم بالوحدة الوطنية الجنوبية كثابت مقدس...
وان يكون الانضباط للنظام والاستعداد للتضحية هو مقياس الشرف الوطني.. واحترام حريات شعبنا وحقوقه الانسانية بعيدآ البلجه الرسمية التي سارت طابعا لمؤسساتنا الامنية
اننا نشاهد تداعيات يومية وتماثل مؤسسي بين موسساتنا العسكريه والامنية ومطامع الافراد واستحواذهم على المال العام و البسط والسلط وتضخم الأنا عند تلك القيادات وهو مايماثل ماعند المليشيات الشيعية والاخونجية... ولاشك
ان الفساد هو القاسم المشترك بين تلك القوات..
فإننا لن نتميز كانتقالي وعياً وسلوكاً وانضباطاً والابالتزام بالقانون ومصالح شعبنا العليا ونقدم المثال المبشر بمستقبل جنوبي مشرق فاننا سنفقد الافضلية التي بشرت بها أيام الحراك..
ووللاسف سيكون لافرق بين سيء واسواء منه وستكون فرص العدو أوفر لتقديم مشاريعه الاتحادية التي افسدها الاخونج ببناء امارة شبوه كاسواء نموذج للقهر والتخلف.. وللاسف إننا كانتقالي لم نلتقط الفرصه باثبات الافضلية
الانسانيه في سلوك موسساتنا في عدن...المتفلتة
وسنسقط في الفشل الذي اكتنف تجارب شعوب ارادة الحرية ولم تحقق الا الانتكاس...كدول افريقيا....في الثمانينات ان القياده الجنوبيه ابتعدت عن فهم التفاصيل اليومية التي تنشاء من المعاناه التي فرضها المحتل وتحولها الى تدفق جنوبي وعزما على الانجاز وحركة سياسية ضاغطة تفشل الشرعية الفاسده وتزيحها..
ان القياده انهمكت في مسايرة عقيمة للشقيقه الكبرى أما بجهل او بتجاهل.. وهو في كلا الحالتين خطاء تكتيكي ففي الوقت الذي يجب ان نحافظ على تحرير الارض واجراء
التحول التدريجي في بنية النظام العام لصالح الانتقالي ومشروع الدوله الجنوبية وتوظيف قوى المجتمع وموسساتها النقابية والجماهيري لصناعة التحول في بنية الواقع لجعل مجتمعنا محكوما للانتقالي بشكل يؤكد قدرتنا على تحمل
اعباء الواقع والتقدم الايجابي بتقديم الدعم.. والاغاثه والخدمات العامه للناس بيد انتقاليه وابعاد عصابات الشرعية المنتجه في تعز وصنعاء ونهبت مليارات الدعم العالمي لليمن
واتباع نهج الإزاحة التدريجي لسلطات الفساد الا انه يحدث العكس وتتحرك قوئ الظلام وتغزو المساحة الاكبر من الارض المحرره وتنبت لنا فيها شياطين الاخونج امارات... لاهدف لها الا ازاحتنا من واقعنا الذي انتجناه بنضال السنين بالحراك الجنوبي ضد الاحتلال العفاشي..
أن الجنوبيون لن يحققوا المستقبل الا بالتخلص من تاثيرات الماضي وتركت الصراع ووضع مداميك المستقبل الحر للإنسان الجنوبي التي تؤمن حياة الاجيال القادمة في وطن ليس فيه اعظم ولا اهم من حياة المواطن الحرة الكريمة
وتواجد الفرص على اساس المواطنه الجنوبيه ولاتسلط لاي جهة على حساب الاخرى...
اننا للاسف لانملك الوعي السياسي الديمقراطي وشروطه وقواعده.. والتي هدفها حماية وحقوق الانسان بصفته المجرده كانسان بعيدا عن اي ولآءات من أين أنت أو من أي قبيله أو من أي حزب... المواطنة هي الحاضرة لوحدها
في النظام الديمقراطي...... فهل تخلصنا من ما كان سببا في معاناتنا.. وما استغل كادات تدمير حتى بلغ بنا الضعف ان نتعلق في نظام عفاش والشيخ الاحمر.. وما دفعنا عقودا عجاف من حياتنا تحت همجية آلة الحكم القبليه ولا نزال
ان المراقب للواقع الجنوبي لا يتفاءل وهذه للأسف مقاييس للحكم علينا هل نحن مؤهلون لبناء دولتنا ومستقبلنا أم إننا سنكرر صراعات الماضي بشكل موسع واكثر خراباً لحياة أجيالنا القادمة ....
الشيخ علي محمد ثابت