من عدن يعود الانتقالي بالجنوب في هذه المرحلة التي تسبق مرحلة الحديث عن مستقبل الشمال وعلاقته بالجنوب عبر مفاوضات الحل النهائي أو غيرها لواقع صبيحة 22 مايو 90 في معطياتها السياسية والتمثيل السياسي ومعطياتها العسكرية.
ضغط بقوة وواقعية على معادلات ما بعد 94 وهو نجح إلى حد كبير لعدة أسباب، من أهمها أن واقع ما بعد 94 كان فيه الشمال هو الشرعية الدولية والجنوب هو المتمرد.
ولهذا تفشل اليوم القوى المرتبطة بشمال الشرعية 94 في الإجابة على عدة تساؤلات عن الهدف من تحركاتها في الجنوب..
إصرار الانتقالي ووضوح مساره بالعودة في هذه المرحلة لواقع يوم 22 مايو 90 السياسي والعسكري والشرعية جنوبا، ثم الذهاب لمفاوضات الحل النهائي محرج ومربك لتيار الإصرار على واقع ما بعد يوليو 94.
هذا التيار يملك مشروع انفصل عن زمنه، وهو غير واقعي، وبلا أفق قابل للفهم.. وهو يغطيه بالمشروع الاتحادي كإطار جديد لذات المضمون الذي أنتجته هزيمة حرب صيف 94 جنوباً.
يجرد الانتقالي هذا التيار من ادعاء الوحدوية في هذه المرحلة الهامة، لأن معادلات 7/7/94 الآثمة والانفصالية تحتاج لشمال شرعي ومنتصر.
وشمال اليوم لا شرعي ولا منتصر حتى كانقلابي ومتمرد على جنوب الانتقالي.
ما زال لدى الانتقالي الكثير من العمل وأمامه الكثير من العراقيل، ولكن الوصول لهذه المرحلة عمل مهم وشاق ويبنى عليه الكثير من اللاحق.