من 67م – 1990م : إصرار الجنوبيون على السير في طريق الفشل

2020-07-05 10:54

 

لو نظر الجنوبيون إلى تاريخهم الحديث منذ ما قبل الاستقلال حتى اليوم ، لوجدوا أن هناك إصرار على السير في طريق الفشل ، وهذا ما ظهر من خلال إقصاء بعض التنظيمات السياسية قبل الاستقلال من خلال الحرب الأهلية قبل كالرابطة وجبهة التحرير وغيرها ، وانفراد التنظيم السياسي الجبهة القومية بالسلطة ، وتلك الخطوة كانت أول خطوة لسير في طريق الفشل ، ثم تبعها خطوة 22 يونيو 1969 ، ثم تبعها خطوة 26 يونيو 78 ، ثم تبعها خطوة عام 80 إقالة الجنوبيين من أصول شمالية ومن يناصرهم من الجنوبيين ، ثم تبعها خطوة 13 يناير 1986 ، ثم النكبة في 22 مايو 90 ، ثم تلك الخطوات التي يخطوها الجنوبيون في طريق الفشل منذو يوم النكبة حتى اليوم . والدارس والمتتبع لهذه الخطوات يجد أنها لا تعني سوى إصرار الجنوبيون على السير في طريق الفشل ، هذا السير الذي يعود إلى سببين السبب الأول هو اختزال الإرادة الشعبية لشعب الجنوب في شخصية الحزب والفرد ، أي عدم وجود إنتخابات ديمقراطية حرة نزيهة لانتخاب ممثلي الشعب ورئيس الجمهورية ، والسبب الثاني هو عدم وجود قضاء مستقل يمنع المحاكمات السياسية كما حصل في أحداث قحطان الشعبي وأحداث سالمين وغيرها من المحاكمات السياسية في الجنوب ، التي لم يكن للقضاء أي إشراف عليها ، والمتتبع يرى أن تلك الأسباب لا يزال الجنوبيين يتجاوزونها حتى اليوم ، مما يعني الإصرار على السير في طريق الفشل . وفي اعتقادي أن الجنوبيين لا يستطيعون الخروج من طريق الفشل إلى طريق النجاح دون الأخذ بهذه  الأسباب ، وفي اعتقادي أنه كان على المجلس الانتقالي الجنوبي الاستفادة من ذلك التاريخ ، وإن يعلن على الملأ أنه يلتزم بما ستقره إرادة شعب الجنوب بالنسبة لفك إرتباط الجنوب بالجمهورية العربية اليمنية ، من خلال استفتاء حر نزيه لشعب الجنوب على البقاء ضمن إطار ما يسمى بالجمهورية اليمنية أو الخروج منها ، ليكون ذلك إحراجا للجانب المحلي والإقليمي والدولي ، وليثبت أنه قادم على تصحيح أسباب السير في طريق الفشل وأنه لن يختزل إرادة شعب الجنوب والعدالة في شخصه وعدالته .