قال أحد البرلمانيين اليمنيين الإصلاحيين، ومن على شاشة القناة الفضائية اليمنية الرسمية إن زملاءه النواب الذين رفضوا إدانة أبناء سقطرة في إسقاطهم للمحافظ الإصلاحي، أنهم يمثلون كتلة الإمارات في اتهام واضح بعمالة النواب اليمنيين، وقبلهم الشعب الجنوبي لدولة الإمارات الشقيقة التي قدمت خيرة رجالها لنصرة الشعب اليمني ضد الانقلاب الحوثي.
إنها نفس العقلية الإلغائية الاتهامية ضد من يختلف مع أيديولوجية الإخوان.
أعرف أن أي بيان من مجلس النواب (طويل العمر) لا يقدم ولا يؤخر، لأن رفض الشعب في الجنوب والشمال لجماعة الإخوان قد أصبح حقيقة ماثلة لكل ذي عينين، ما عدا الإخوة الإصلاحيين الذين لا يرغبون في رؤية هذه الحقيقة والبحث في أسبابها ويلجأون بدلا عن ذلك إلى البحث عن عدو وهمي يبغضهم على سمعتهم (الحسنة) وإنجازاتهم (التاريخية) ويحسدهم على (حب) الشعب لهم هم والحوثيين. .
بيد إن الاتهام بالعمالة يعبر عما يسميه علماء النفس بمرض الإسقاط. Projection، عندما يعتبر المريض أن جميع الناس يعانون من نفس مرضه، فالإخوان المسلمون عامةً الذين ينطلقون من ولائهم للدولة الإخوانية الداعمة لهم ولا يعترفون بالأوطان ولا بإرادة الشعوب يعتقدون أن كل من يخالفهم لا بد أن يكون مثلهم عميلا لدولة ما.
لكن الجزء الأهم ليس هنا، بل إنه يكمن في إن الجماعة اليمنية ما تزال واقفةً عند صبيحة 7/7/94م ولم تَجِدْ قراءة المتغيرات التي شهدتها الساحة الجنوبية، وتمرد الشعب الجنوبي على المسلمات الخرقاء التي حاولوا غرسها في الوعي الجنوبي والتي رفضتها العقلية والثقافة والنفسية الاجتماعية الجنوبية.
هناك قضية واضحة وضوح الشمس في عز النهار، لا يرغب أصحاب شريحة ١٩٩٤َ أن يفهموها أو انهم يفهمونها لكنهم يتهربون من الاعتراف بها، وما جرى في سقطرة ليس سوى تكثيف مركز لها وهي"إن هؤلاء يناقشون بعيدا عن صاحب القضية، وهو الشعب،
اصحاب مأرب والجوف وسنححان وخولان وشمال البيضا وغربها، وذمار وريمة وحجة والمحويت وصعدة لم يكفوا عن النواح على سقطرى، ويفعلون ذلك والحوثي يستولي كل يوم على أضعاف مساحة سقطرة في الجوف ونهم ومأرب والبيضاء وقانية التي على وشك السقوط بيدخ، لكن هناك اصطفاف أيديولوجي إخواني مستعد أن يضحي باربعة وعشرين مليون يمني من اجل أن يبقى هو المسيطر على الجنوب اما الشمال فهم يتفهمون أسباب سقوطه بيد الحوثي ومن ورائه إيران،
وعندما تسألهم، طيب اين الجنوب والشعب الجنوبي الذي يرفضكم ويرفض مشروعكم؟؟ .
يجيب عليك بكل خفة: هؤلاء عَملاء الإمارات!!!!! .
وبالمناسبة قبل سنة فقط كانوا يقولون إن الجنوبيين عملاء لإيران، لكنها "لم تزبط معهم" كما يقول العامة إذ كيف لعميل إيران أن يكون الوحيد من هزم إيران في ارضه.
يا هؤلاء
إن المشكلة ليست في الجنوب ولا في سقطرة ولا في الإمارات، ولا حتى في الحوثي الذي انهزم في الجنوب في أقل من نائة يوم.
المشكلة في رؤوسكم، في فهمكم.
المشكلة تكمن في أنكم أوهمتم أنفسكم وجمهوركم بأن الإمارات تتآمر عليكم لتنهبكم وتقضي عليكم، وعممتم هذه الكذبة الكبيرة حتى صدقتم أنفسكم فصرتم لا تتصورون انتكاسة تحققونها إلا وتنسبونها إلى الإمارات، وتتجنبون أن تسألوا انفسكم، لماذا أنتم غير مرغوبين لا في الشمال ولا في الجنوب؟
ولماذ استطاع الحوثي بكل قبحه وعنصريته وطيشه أن يقنع الشعب في الشمال بأنهم أحن عليهم منكم؟
تلك المشكلة لكنكم تتهربون من الاعتراف بها.