مفاوضات الرياض إلى أين ؟

2020-06-15 05:45

 

 لست ضد المفاوضات الجارية في الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية اليمنية برعاية المملكة العربية السعودية ، بل أنا ضد عدم وضوح رؤية المفاوض الانتقالي الجنوبي الاستراتيجية في هذه المفاوضات ، وعدم قدرته على اللعب بأوراق القوة التي تتوافر لديه بكثرة ، لاستخدامها في دحض حجج الشرعية اليمنية وكذا استخدامها لاقناع راعي المفاوضات بعدالة قضية المفاوض الجنوبي ولفت إنتباهه إلى أن تحقيق أهداف المفاوض الجنوبي تصب في مجرى المصالح الاستراتيجية المشتركة معه ، وإن منطق أنا الأقوى سياسيا وعسكريا صار ورقة غير مجدية لدى الشرعية اليمنية ، ولا تعزز الثقة أو ترقى إلى الاحترام المتبادل بين الطرفين المتفاوضين .

 

لا تستطيع الشرعية اليمنية تحقيق أي إنتصار عسكري على الجنوبيين وفرض الإحتلال عليهم بالقوة ، وحتى لو فرضنا أنها عادت احتلالها للجنوب كاملا كما كان سابقا ، ستظل المقاومة الجنوبية للاحتلال مستمرة ، مما يعني جلب المزيد من الحزن والبؤس والأسى والخسائر المادية لكلا الشعبين الشقيقين في الجنوب وفي الجمهورية العربية اليمنية أي أنه لا يمكن حل القضية الجنوبية عسكريا مهما بلغت قوة طرف الجمهورية العربية اليمنية .

أي أنه لا يمكن حلها إلا سياسيا عبر استفتاء شعب الجنوب على البقاء ضمن إطار الجمهورية اليمنية أو الخروج منها .