الحوار.. على عتبة المجهول ؟!

2013-05-21 12:46

الحوار.. على عتبة المجهول ؟!

 

*عبدا لله عمر باوزير

هل نريد مغادرة الماضي إلي المستقبل؟ وهل نسعي إليه بجدية في حوارنا الوطني الشامل ؟! سؤال خطر على بالي وانأ أغادر فندق رمادة –المكلا ،يوم الأربعاء 15مايو الجاري ، بعد إن استمعت إلي جانب من استماع فريق "الحكم الرشيد " إلي خمسة من أعضاء الغرفة التجارية و الصناعية .. نعم خمسة من التجار امام مجموعة تجاوز عدد إفرادها من أعضاء ومساعدين الخمسة عشر عضوا في تلك القاعة التي تم تجهيزها لاستقبال المائة محاور !! فعلى ماذا يدل هذا العزوف وأين الخلل ؟!

ذلك ما دفع بتلك الأسئلة إلي ذهني وفي لحظة تأمل لحركة مجتمعاتنا وعلى مدي عقود من التشطير وقرون من التجزئة تجاهلنا خلالها و منذ النصف الثاني من القرن الماضي موروثاتها الاجتماعية و السياسية بل والاقتصادية معتمدين على خطاب سياسي وثقافي- قومي أو أيديولوجي ، لا يحمل غير مضامين و شعارات مجرده ليس لها حضور أو تاثير على ارض الواقع .. في الوقت الذي تحولت تلك الشعارات الي أداة في يد أنظمة شمولية رافضة لكل من يخالفها الرأي والرؤية ، الأمر الذي كثف من أزماتنا وأفضى بناء إلي هذه الأزمة الوطنية .. التي نسعي إلي مغادرتها من خلال شعارات ومصطلحات جديدة ، شكلت عناوين لقضايا الحوار الوطني .

كان الإخوة التجار .. يشكون همومهم ومظالمهم لفريق " الحكم الرشيد " ويحملون قوي النفوذ والاستيثار بمقاولات النفط في حضرموت ، ماوصلت إليه الأوضاع من تردي وتفكك لم تعد معه عناوين أوراق الحوار أو قضاياه المناطقية والجهوية سوى عناوين لقضايا أعمق بكثير من كل الموروثات التي أدت بناء الي هذه الحالة من التشضي الأمر الذي يؤكد إننا امام حالة ذهنية جديدة – الذاتية والفئوية فيها تجاوزت مشاعرها مجرد العناوين وأضحت تطالب بما هو ابعد من تلك الرؤى التي تقدمت بها اكبر الأحزاب والجماعات السياسية الممثلة في الحوار الوطني أو خارجه .

تلك نقطة، والنقطة الثانية أو الأخرى هل نريد فعلا مغادرة الماضي ؟! لقد بحثت وأجهدت نفسي في البحث عن إجابات في الخطاب السياسي الراهن و في الرؤى المقدمة من قبل اكبر الأحزاب المشاركة في حكومة الوفاق الوطني ولم أجد غير محاولات للالتفاف على حقيقة الأزمة وعمل لتوظيفها في مكاسب سياسية أو لاحتواء مطالب جهورية و مناطقي ومنها القضية الجنوبية وقضية صعده .

فكل تلك الرؤى وبالذات المتعلقة ببناء الدولة .. تناولت الدولة من منظور لم يأخذ الأزمة وتداعياتها وتفاعلاتها التي أعقبت فبراير 2011و ماسحبته الانقسامات في مؤسسات الدولة الإستراتيجية ..في ظل عجز حقيقي بل وتخبط حكومي أصاب مختلف مؤسسات الدولة بالشلل(ألوفاقي) كل هذه القضايا التي ولدتها أو حدثت بعد التوقيع على المبادرة الخليجية .. تجاهلتها تلك القوي في محاولة للالتفاف على حقائق موروثات نمت ورسخت عبر قرون التجزئة وتم إعتسافها خلال عقدي التشطير وتجاهلها خلال عقدي الوحدة .. التي نحتفل بعيدها الثالث والعشرين في ظل حوار وطني أعضائه مشغولون بذات الخطاب السياسي والثقافي الشمولي الذي أوصلنا إلي أوضاعنا ألراهنه .. والتي يفترض فيهم مواجهتها بدلا عن الانشغال بالوقفات الاحتجاجية على قضايا تخريبية وحوادث تجاوزات أمنية ماكانت لتحصل.. لو جدت الدولة.

بوضوح محور القضية .. أو القضية المحورية هل نحن في حوار وطني لبناء دولة فدرالية- اتحادية ومركبة .. تأخذ موروثاتنا السابقة ل سبتمبر1962و نوفمبر1967بواقعية وكما يجب ؟! أم حوار وطني مشغولة أطرافة بالبحث عن مكاسب سياسية حزبية أو لتحقيق أهداف إيديولوجية .. فوق وطنية هي حتما لن تتماش مع واقع الحال ولا تفاعلات الأزمة .. في ظل حوار شامل لم يشمل الإطراف إلا بعد تحديد عناوين أوراقه .. فهل تجهل أطرافة ما يتفاعل في الإطراف .. أم هو على أعتاب المجهول و هذا ما يؤكده الخطاب السياسي والإعلامي الذي ما زال أسير قيود الزمان والمكان لا المستقبل .

 

*  سياسي وعضو المجلس المحلي بالمحافظة‏