كثرت أحاديث وبيانات ومنشورات التباكي والنواح على عدن جراء استفحال فيروس كورونا وتنامي عدد الوفيات المعلن عنها، واحتمال وجود أضعاف تلك الأرقام من الضحايا غير المعلنة نتيجة غياب وانهيار المنظومة الصحية وعدم وجود جهاز مختص بالرصد والإحصاء والمتابعة في عدن وفي عموم البلد.
مأساة عدن تتضاعف لآسباب كثيرة أهمها:
الأخبار غير الرسمية الواردة من عدن تتحدث عن كارثة حقيقية تهدد مئات الآلاف من أبناء عدن والمناطق المحيطة بها والقادمين إليها أو المارين بها، وهذا الأمر ينبغي أن يكون هماً رئيسياً ويومياً لجميع المعنيين بحياة الناس على الساحة من سلطة محلية وحكومة (شرعية) ومجلس انتقالي ومنظمات مجتمع مدني، وقبل هذا وبعده المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية للعمل من أجل توفير كافة المستلزمات المساعدة على الحد من عواقب الكارثة، والكف عن إخضاع الأمر للمماحكات والمزايدات السياسية والإعلامية، فحياة الناس ليست ولا تصلح أن تكون موضوع مناكفات أو مزايدات.
كورونا جائحة عالمية عابرة للقارات والدول والأجناس والطبقات، أعجزت إمبراطوريات وأهلكت مئات الآلاف من البشر وأصابت ما فوق المليون نسمة ومن غير الممكن المطالبة بمحو وجودها من البلد مهما كان ذلك يمثل أمنية كبيرة، لكن المطلوب هو بذل المزيد من الجهود لتطبيق صارم للاجراءات الاحترازية وتوفير وسائل الوقاية ومستلزمات التشخيص واتخاذ إجراءات رادعة ضد كل من يساهم بوعي أو بدون وعي في تشجيع الناس على مخالفة متطلبات التباعد الاجتماعي والاستهتار بحاته وحياة ملايين غيره
عدن جريحة فلا تزيدوها جراحا فوق ما تعاني بتشفيكم ونحيبكم المصطنع، ورُبَّ إشعال شمعة خير ألف مرة من درزينة برامج وأطنان منشورات النحيب والتباكي