لقد قامت قوات الشرطة الخاصة في محافظة شبوة ، بأول حفلة طراد صيد مقدس ، والذي هو الشهيد "سعيد بن تاجرة القميشي" ، والذي تم قتله من قبل قوات الشرطة الخاصة في محافظة شبوة ، وهو أعزل لا يحمل إلا راية خفاقة يعبر بها عن رأيه بصورة سلمية وقانونية ، ومن السخرية أن من قام بقتله هو من كان من المفروض أن يقوم بحمايته ، وقد قام بقتله دون خوف من سؤال او عقاب ، مما يعني أن قوات الشرطة الخاصة قد تحولت إلى شرطة ونيابة ومحكمة وأداة تنفيذ الأحكام ، بحجة أن قوات الشرطة الخاصة المغوارة تعمل على استباب الأمن ، وتنفيذ شريعة أولي الأمر .
ولو نظرنا إلى ما قام به الشهيد "سعيد بن تاجرة القميشي" هل يرقى إلى مستوى الجريمة ، مع علمنا أن الجريمة لها ركنين مادي ومعنوي ، وفي حالة الشهيد سعيد بن تاجرة القميشي لا يوجد ركن معنوي ولا مادي ، أي أنه لا يرقى إلى جريمة .
ثم قامت قوات الشرطة الخاصة بحفلة طراد صيد مقدس آخر ، هو الشهيد يسلم صالح سعيد بن حبتور ، والذي تم القبض عليه ومارست عليه قوات الشرطة الخاصة شتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي حتى فارق الحياة .
ثم قامت قوات الشرطة الخاصة في خواتم شهر رمضان المبارك ، بحفلة طراد صيد مقدس آخر ، هو الشهيد طلال فريد عريق ، حيث أطلقت عليه وابل من نيرانها مستهدفة رأسه ، وهو يتبضع فطورا له ولأسرته في مدينته مدينة نصاب حيث أردوه شهيدا .
كانت تلك ثلاث رسائل وجهتها قوات الشرطة الخاصة ، تقول فيها إحذروا أن قوات الشرطة الخاصة فوق القانون ، وفوق الشعب .
وما بين صمت السلطات المسؤولة عنها في محافظة شبوة ممثلة بمحافظ المحافظة ومدير الشرطة في المحافظة والنيابة العامة في شبوة ومحكمة استئناف شبوة ، وبين بشاعة الجريمة في الحالات الثلاث ، يعيش الناس اليوم في محافظة شبوة ، في ظل أفراد وأجهزة يعتقد كل منهم أن له الحق في تنفيذ قانونه الخاص ، قد تكون هناك جرائم تستحق العقاب ، لكن المؤكد أن العقوبة يجب أن تأتي بأمر من القضاء ، لا بأمر من ضابط يعتقد أنه فوق القانون وفوق الشرائع .
عندما يصر البعض على تنفيذ قانونه الخاص ، فأغلب الظن أننا ننجرف إلى هاوية لا نهاية لها . وإن البلاد لا تحكمها دولة ، وإنما تحكمها مليشيات وعصابات تسير في جنازة الشعب وليس في خدمة الشعب .
*- سالم صالح بن هارون – شبوه