لا حل للجنوب الا بقيام دولة جنوبية جديدة دولة مدنية اتحادية فيدرالية: بن فريد في حديث صحفي

2013-05-19 17:01
لا حل للجنوب الا بقيام دولة جنوبية جديدة دولة مدنية اتحادية فيدرالية: بن فريد في حديث صحفي
شبوة برس- خاص صنعاء

لا حل للجنوب الا بقيام دولة جنوبية جديدة دولة مدنية اتحادية فيدرالية: بن فريد في حديث صحفي

الأمين العام لحزب الرابطة (رأي) : وصلنا الى قناعة بأن لا حل للجنوب وابناء الجنوب الا بقيام دولة جنوبية جديدة . دولة مدنية اتحادية فيدرالية

 

 

** تمر اليمن بمناخ سياسي ساخن إلى احدٍ ما سيما في خضم الظروف والمتغيرات التي تعيشها البلاد وفي ظل تصاعد وتيرة التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجة اليمن اليوم مثل موجة الاحتجاجات المطالبة باستقلال الجنوب والأنفلات والامني في مناطق كثيرة من البلاد في الوقت الذي تعيش فية اليمن انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي انطلقت اعمالة في العاصمة صنعاء في 18 مارس آذار الماضي ، ولتسليط الضوء على المشهد السياسي اليمني عن قرب كان لنا لقاء مع الأستاذ محسن محمد بن فريد – أمين عام حزب رابطة ابناء اليمن "رأي" والذي تناول من خلال اللقاء عددا من الملفات السياسية في اليمن وعلى راسها القضية الجنوبية التي تعتبر مفتاح حل جميع مشاكل البلاد حسب مراقبون يمنيون  ...

*حاوره / صالح مقلم

* كيف تقرأون اليوم المشهد السياسي اليمني بشكل عام؟

المشهد السياسي اليمني بشكل عام اليوم هو لازال مشهد صعب ومعقد . وبالرغم من كل الخطوات والقرارات التي اصدرها فخامة الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي ، وبالرغم من بدء الحوار الوطني منذ ما يقرب من شهرين ،  وبالرقم من الجهود العظيمة التي يقوم بها مبعوث الامم المتحدة جمال بن عمر ،الا ان الدولة لا تزال غائبة . والفوضى لا تزال تعم كل ارجاء البلاد . والفساد قد ازداد عما كان عليه ايام نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح . وفي واقع الامر ان النظام السابق بمعظم شخوصه ومؤسساته وعقلياتة لازال هو المسيطر والمهيمن على مقدرات البلاد والعباد . ولم يتم الا تغيير رأس النظام فقط . اي علي عبدالله صالح(الذي لازالت بيده حتى الان الكثير من الامكانيات المالية والبشرية والعسكرية وخيوط اللعبة في البلاد) . شباب اليمن العظيم وقواه المدنية المتعلمة والنظيفة لاتزال بعيدة عن مراكز القرار..والتحدي امامها صعب وشاق.ونتمنى لهم النجاح والانتصار على قوى التخلف والفساد في البلاد.

 

* ما تعليقكم في حزب رابطة ابناء اليمن "رأي" حول قرارات الرئيس هادي بأستكمال هيكلة الجيش واقصاء "علي محسن" و"احمد علي صالح" عن المشهد العسكري ؟

ان التغيير الشامل لكل النظام السابق بشخوصه ومؤسساته وعقلياته هو الهدف الرئيسي للثورة الشبابية العظيمة التي شهدتها البلاد في بداية عام 2011 . وقد تم الاطاحه برأس النظام فقط حتى الآن. وينبغي اكمال المهمة كلها . اي تغيير "منظومة" النظام السابق كلها . قرارات الرئيس هادي بأستكمال هيكلة الجيش واقصاء ابرز رموزة العسكرية السابقة عن المشهد العسكري والسياسي أمر في غاية الاهمية . ولكن المهم هو تطبيق القرارعلى ارض الواقع. والاهم ان لا يستمر لهذه الرموز العسكرية السابقة أي تأثير أو نفوذ في الجيش والمؤسسة العسكرية . ومن المعروف ان المؤسسة العسكرية السابقة (ان كان الجيش او الامن المركزي) كان يعشعش فيها الفساد والمحسوبية القبلية والمناطقية . ويجب ان يتم بناء المؤسسة العسكرية الآن على اسس علمية ومهنية ووطنية سليمة .

 

* ما موقف  حزب الرابطة من مؤتمر الحوار الوطني وتفسير مقاطعتكم للحوار التي اعلنتم عنها سابقا؟

قلنا من قبل، ونكرر الآن، ان الحوار هو الوسيلة الحضارية لحل المشاكل بين البشر . وحيث ان مؤتمر الحوار الوطني الجاري الآن في صنعاء هو احد مخرجات المبادرة الخليجية ، فهو ملزم للاطراف التي وقعت على تلك المبادرة. وحيث اننا كحزب، وكحراك جنوبي، لم نكن طرف في المبادرة الخليجية.. ولم نوقع عليها ، فبالتالي فنحن لسنا معنيين ب"هذا" الحوار . ونتمنى له كل النجاح . وعندما التقينا بمعالي الاخ  الفاضل الدكتور عبداللطيف الزياني ، الامين العام لمجلس التعاون الخليجي ، ومساعده الاخ  الفاضل الدكتور العمار، في الرياض في شهر ديسمبر الماضي ، ثم بمعالي الاخ الفاضل الاستاذ جمال بن عمر ، مبعوث الامم المتحدة الى اليمن ، في دبي في ٩ مارس٢٠١٣ ، اكدنا لهم بأننا لا نرفض الحوار في المطلق. ولكننا نعتقد ان حوار صنعاء الراهن ليس هو الاطار المناسب لمعالجة القضية الجنوبية . الى جانب ان اللوائح والنظام الداخلي لحوار صنعاء لا يتيحان ولا يمكنان الجنوبيين من الحصول على ما يلبي آمال وتطلعات شعب الجنوب . ولهذا ، تمنينا على الدكتور الزياني ثم على الاستاذ بن عمر، ان يتم تبني مبادرة خاصه بالقضية الجنوبية تقوم على أساس التفاوض الندي بين الشمال والجنوب ، وتحت رعاية واشراف وضمانة مجلس التعاون الخليجي والامم المتحدة ، وان يتم التفاوض خارج "غابة السلاح" صنعاء. على ان تنطلق هذه المبادرة في الاساس من حق شعب الجنوب في تقرير مصيرة

 

* ما رؤيتكم للقضية الجنوبية كواقع وهوية ومصير ؟

لقد قلت في مقابلة سابقة ،وها أنا اكرر القول ،  بأن حزب الرابطة قد كان ، منذ تكوينه في عدن في ٢٩ ابريل ١٩٥١ ، كان بمثابة "ضمير" الجنوب . لقد جرت مياه كثيرة تحت الجسر في خلال العقود الستة الماضية .. وتمت الكثير من التجارب والاخطاء والخطايا على شعب الجنوب ، ولكن ها هم ابناء الجنوب يعودون اليوم، بعد ان ذهبت السكرة وجاءت الفكرة، يعودون الى ذلك "النبع" ، والى تلك الرؤية الواقعية والعملية التي اختطها رواد الرابطة الأول  قبل اكثر من ستة عقود من الزمن لواقع الجنوب السياسي . ولو ادرك ابناء الجنوب طرح الرابطة حينها  لما وصل الجنوب الى الحالة المزرية التي وصل اليها اليوم ( وهي شهادة ادلى بها ،  في حالة صفاء ذهني واستشعار بالمسؤلية ، احد رموز المرحلة " الثورية " والوحدوية ، الاخ الاستاذ حيدرابوبكر العطاس ، خلال مداخلة له اثناء اللقاء العام بجمال بن عمر في لقاء دبي في شهر مارس الماضي.فقد قال امام الجميع انه لو اتبع ابناء الجنوب نهج حزب الرابطة لما وصل الجنوب الى ما وصل اليه اليوم .)

 هذه مقدمة لابد منها ، انصافاً للتاريخ من جانب ومن جانب آخر لان جيل كامل اليوم في الجنوب لا يعرف هذه الحقيقة .

اما وقد اوضحنا هذه الحقيقة التاريخية ..

فأقول ان المواقف والرؤى السياسية ليست امور "جامدة" او "ثابتة" وانما تختلف من فترة الى اخرى حسب معطيات كل فترة زمنية . ونحن نفتخر في حزب الرابطة بأننا قد حاولنا من فترة مبكرة تقديم المقترحات والرؤى التي ترمي الى "فك خناق" الحكم المركزي المقيت على الجنوب بشكل خاص وعموم البلاد بشكل عام ،  بعد اعلان الوحدة في عام 1990 .ولهذا اجد لزاماً علي هنا ان اخوض في التفاصيل بعض الشيئ  كي يدرك القارئ كيف وصلنا الى موقفنا الاخير والنهائي بخصوص القضية الجنوبية .

في عام 1997 قدم حزب الرابطة مشروع كامل للحكم المحلي كامل الصلاحيات . واتهمونا بالعمالة والانفصال . وفي عام 2005 طرح حزبنا مشروع كامل للاصلاح الشامل في البلاد ، يرتكز على ضرورة تبني نظام الدولة المركبة، بدلاً من الدولة البسيطة ، اي النظام الاتحادي الفيدرالي . واطلقت علينا السهام من كل حدب وصوب. وكانت اليافطات جاهزة بالعمالة والخيانه والانفصالية .

ومع بروز وصعود الحراك السلمي الجنوبي ، ولتفادي الوصول الى ما وصلنا اليه اليوم، طرح حزبنا في يناير 2008 رؤية لتحويل البلاد الى خمسة مخاليف وامانتان . امانة صنعاء كعاصمة سياسية . وامانة عدن كعاصمة تجارية. وانطلقت السهام مرة أخرى والحملات الظالمة في الصحف الصفراء تنهش في تاريخنا ومواقفنا الوطنية وكادوا ان يكفرونا .

ولكننا لم نخف ولم نذعر من تلك الاكاذيب والحملات الظالمة . ففي شهر مارس 2010 ، ومن داخل صنعاء نفسها ، طرح حزبنا (قبل اي حزب او طرف سياسي آخر) مشروع الفيدرالية بين اقليمين: الاقليم الجنوبي والاقليم الشمالي ،  وذلك كحل اخير يمكن ان يبقي على اي شكل من اشكال الوحدة بين الشمال والجنوب . وبطبيعة الحال، انطلقت المعزوفة "إياها" وكادت ان تخرجنا من دين الاسلام

ثم جاءت الثورة الشبابية ،  في فبراير 2011 الثورة التي كانت تحلم بتغيير شامل وعهد جديد ودولة مدنية حديثة تحقق العدل والمساواة والمشاركة الحقيقية والقضاء على الفساد وتحقيق تنمية مستدامة.. الخ.. الخ. وكان حزبنا اول من انضم الى ركب هذه الثورة وانخرط في صفوفها .

ولكن للاسف تم اجهاض ذلك الحلم بالصفقة التي تمت بين الحزب الحاكم ، المؤتمرالشعبي ، واحزاب اللقاء المشترك  . وتم الاتفاق على تقاسم السلطة والغنائم يين الطرفين عبر حكومة "الوفاق "  .

واذا بنا بعد هذه الثورة الشبابية  والتضحيات العظيمة نقف امام نفس النظام ونفس المنظومة . ولم يتغير الا رأس النظام فقط. واللذين حكمو البلاد في الـ33 سنه الماضية هم انفسهم اللذين يتحكمون بها اليوم . نفس العقليات ونفس الادوات وتكاد تكون نفس الوجوه .

وفيما يتعلق ب"القضية الجنوبية" نجد ان التحالف الذي شن الحرب على الجنوب في صيف 1994،  والذي دمر كيان الجنوب ومؤسساته ، والذي استباح الجنوب واستنزف ثرواتة وسرح كوادره العسكرية والمدنية واستهان بأهله ، هو نفسه الذي يتحكم في تسيير الامور في البلاد الان  . بل ان "الورثه" الجدد للنظام القديم/الجديد لربما يكونوا اسوء من الرئيس السابق علي عبدالله . فعلمائهم "الربانيون" يرون ان الوحدة "فريضة شرعية" والفيدرالية "كفر" .وطالما والامر كذلك..فما هي افاق اي حل للقضية الجنوبية مع هؤلإ القوم؟؟

ولهذا ، وصلنا الى قناعة تامة اليوم (بعد كل المحاولات والرؤى التي اشرت لها آنفاً، وعلى ضوء كل المعطيات والمؤشرات السائدة اليوم في صنعاء)وصلنا الى قناعة بأن لا حل للجنوب وابناء الجنوب الا بقيام دولة جنوبية جديدة . دولة مدنية اتحادية فيدرالية تتكون من المحافظات الست. تكون بمثابة نموذج لاخوانهم في الشمال ، وتمد جسور المودة والمصالح المشتركة والتكامل مع اخوانهم في الشمال وعلى مستوى الجزيرة العربية كلها.

 

* ماذا عن لقاء دبي وما هي النتائج التي خرج بها ؟

حضر لقاء دبي (الذي تم بدعوة كريمة من الاستاذ جمال بن عمر،مبعوث الامم المتحدة الى اليمن) عدد من القيادات والمكونات الجنوبية . وتخلف عن اللقاء عدد آخر (لاسباب فنية وادارية) . وقد حاول بن عمر ومستشارية القانونيين اقناع الحضور بدخول الحوار الوطني في صنعاء . وعرض ابناء الجنوب اللذين حضرو اللقاء وجهة نظرهم، كما شرحتها في اجابة سابقة ، والاسباب التي تمنعهم من دخول حوار صنعاء "هذا" . وعلى ضوء النقاشات والمداخلات المستفيضه ، تم التوصل الى قناعة بضرورة عقد مؤتمر جنوبي/جنوبي شامل يضم كل الاطياف والمكونات الجنوبية المؤمنة بالقضية الجنوبية ، تحت رعاية واشراف الامم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي: يفضي هذا المؤتمر الى التوصل الى رؤية جنوبية موحدة والى قيادة جنوبية موحدة  . تقوم هذه القيادة حينها بتمثيل الجنوب و القضية الجنوبية في كل المحافل المحلية والاقليمية والدولية . وقد التزم الاستاذ جمال بن عمر بالتواصل والتنسيق مع مجلس التعاون الخليجي لرعاية هذا المؤتمر، وتحديد زمان ومكان انعقادة . وهذه ولا شك نتيجة جيدة ومكسب كبير للقضية الجنوبية لدى الامم المتحدة ولدى مجلس التعاون الخليجي .

 

* ما قراءتكم لواقع حال "الحراك الجنوبي" وكيف ترون مستقبل الحوار في ظل انقسام القيادات الجنوبية ؟

لا شك ان الحراك الجنوبي  السلمي يمثل ظاهرة وحركة انسانية وسياسية عظيمة . الحراك الجنوبي قد سبق ثورات الربيع العربي بعدة سنوات . فقد خرج في عام 2007 في وجه النظام الفاسد والمستكبر الذي استباح الجنوب ، ارضاً وانساناً وثروةً ، و"استعمر" الجنوب كما ادلى بهذه الشهادة الاخ اللواء علي محسن الاحمر . وكانت عظمة الحراك الجنوبي انه قد بدأ سلمياً . واستمر سلمياً . وسيستمر هكذا حتى النصر القريب بأذن الله .

ويسجل هنا للحراك ولقياداته الاولى قصب السبق وشرف الريادة في حمل "القضية الجنوبية" العادلة. فقد حملوا الراية في السنوات الاولى في فترة زمنية عصيبة ، وفي وجه جبروت السلطه وبطشها حتى كسرو حاجز الخوف . ثم تقاطر ابناء الجنوب في ركب الحراك في المدن والقرى والسهول والجبال الى ان اصبح الحراك اليوم هو "كل" الجنوب تقريباً .

التشرذم والانقسامات الراهنة في القيادات الحراكية والجنوبية بشكل عام امر مزعج ومؤلم بطبيعة الحال . ولكن هذه ظاهرة طبيعية في عمل جماهيري يضم الملايين من البشر ،  خصوصاً بعد تجربة مريرة مر بها الجنوب في العقود الماضية ، ادت الى تراكم كثير من الشكوك وعدم الثقة . وهي ظاهرة مؤقتة ،  كما اعتقد ،  وستزول حتماً بجهود الرجال والعقلاء من ابناء الجنوب في قادم الايام . كما ان عامل الوقت سيؤدي بأذن الله الى نهاية لهذا التشرذم والانقسامات . ولا ينبغي الاستغراق في جلد الذات بهذا الخصوص (فبالنظر لحالة المعارضة السورية  اليوم ..وكذا حالة المعارضة في مصر، فهم في حالة انقسام وتشرذم لا تقل عن حالنا نحن ابناء الجنوب).  اورد هذا المثال لا لأبرر الانقسامات الجنوبية ، وانما لاقول ان الحالة الجنوبية ليست حالة فريدة بهذا الخصوص.

 

* هل هناك تنسيق بينكم وبين بعض القادة الجنوبيين في الخارج . خصوصاً علي ناصر والبيض؟

نعم. نحن على علاقة وتواصل وتنسيق مع معظم القيادات الجنوبية في الخارج من الشخصيات الاجتماعية ومن السلاطين وحكام الجنوب السابقين ومن رجال الاعمال و العلماء والمثقفين والطلبة والمغتربين من ابناء الجنوب في كل اصقاع الدنيا. ولنا علاقة وتواصل مع الاخ الرئيس السابق الاستاذ علي ناصر محمد . اما الاخ الاستاذ علي سالم البيض فليست لنا به علاقة مباشرة الآن . وقد اجتمع به رئيس حزبنا السيد عبدالرحمن علي الجفري وعدد من الشخصيات الجنوبية الاخرى في تركيا قبل عام تقريباً ، وذلك بهدف اقناعة لينضم لاصطفاف ومؤتمر جنوبي واسع يفضي الى رؤية جنوبية موحدة وقيادة جنوبية موحدة. وستظل الجهود مبذولة من جانبنا لجمع كل ، او معظم ، القيادات والمكونات الجنوبية في عمل وطني جنوبي موحد . ولن نكل ولن نمل حتى نحقق هذا الهدف . وبذلك نكسب الرهان في وجه اولئك الذين يراهنون على ان ابناء الجنوب لن يتفقوا على كلمة سواء .نعم ، المهمة صعبة ومعقدة ، ولكنها ليست مستحيلة.

 

* هل لمستم تفهم وتوافق حقيقي للقادة الجنوبيين في الخارج بضرورة ايجاد مخارج للقضية الجنوبية تتناسب ومعطيات ومتطلبات المرحلة ؟

 لا شك ان اداء الحراك الشعبي الجنوبي الذاتي في المدن والقرى والسهول والجبال في الجنوب قد سبق وتقدم على الأداء السياسي للقادة الجنوبيين في الخارج . ولكن لحسن الحظ ان الفجوة بين الطرفين ، او الاداءين، كل يوم وهي تضيق . وما هي الا فترة قريبة الا ويتكامل بأذن الله الاداء السياسي القيادي مع الاداء الشعبي الحراكي . ومن يتابع التطورات سيلحظ ان القادة الجنوبيين في الخارج قد اخذو يركظون في الفترة الاخيرة للحاق بركب الحراك الشعبي الجنوبي وزخمه . واعتقد ان لقاء الرياض في شهر ديسمبر الماضي مع امانة مجلس التعاون الخليجي قد مثل "محطة رئيسية" على طريق ايجاد مخرج للقضية الجنوبية يتناسب ومعطيات ومتطلبات المرحلة. فلاول مره في تاريخ الجنوب تجتمع كل الاطياف السياسية الجنوبية وكل الرؤى والتوجهات الجنوبية  ‏في اطار وفد واحد ، والاهم من ذلك الاتفاق على مذكرة واحدة  تقول ان لا مخرج للقضية الجنوبية الا بقيام "دولة جنوبية اتحادية فيدرالية للمحافظات الست تحافظ على خصوصية كل محافظة"

ثم جاءت المحطة الرئيسية الثانية ، وهي لقاء دبي في ٩ مارس مع الاستاذ بن عمر ، والتي سبق شرح ما تم فيها . اما المحطة الثالثة ، فهي التي ستتوج بأذن الله بعقد المؤتمر الجنوبي/الجنوبي الشامل ، برعاية مجلس التعاون الخليجي والامم المتحدة ، وهو المؤتمر الذي سيفضي بأذنه تعالى الى اتفاق ابناء الجنوب على رؤية سياسية موحدة  ومن ثم انتخاب او اختيار قيادة جنوبية موحدة للحديث بأسم الجنوب والجنوبيين ولتمثيل القضية الجنوبية في اي محفل محلي او اقليمي او دولي.

هذه المحطة الرئيسية الاخيرة هي ما يتم التواصل والتنسيق الآن بخصوصها بين مختلف المكونات والشخصيات الجنوبية ولتأمين كل عوامل النجاح لها. وعلى ما يبدو ، فأنه قد اتفقت مختلف الاطراف الجنوبية على تكليف تيار "مثقفون من اجل جنوب جديد" بمهمة الإعداد والتجهيز للجنة التحضيرية لهذا المؤتمر الجنوبي المنشود والمأمول . تتكون هذه اللجنة التحضيرية من عناصر كفئة ومتخصصة من التيار نفسه ومن ممثلين اكفاء ومتخصصين  من كل الاطياف والمكونات الجنوبية. ولا سبيل امام هذه اللجنة وامامنا جميعاً نحن ابناء الجنوب الا النجاح .

 

* كيف تنظرون لانسحاب الشيخ احمد فريد الصريمة من الحوار الوطني في صنعاء ؟

بدايةً ، نحن نحترم كل الاطراف الجنوبية وكل "الاجتهادات" الرامية لايجاد حل عادل ومشرف للقضية الجنوبية .

وكان من الأولى ومن الافضل ان لا يذهب او يحضر اي جنوبي في حوار صنعاء "هذا" ، الذي تؤكد لوائحه ونظامه الداخلي بأنه لا يمكن لابناء الجنوب ان يحصلو منه على ما يلبي مطالب واماني شعب الجنوب . كما ان عدم حضور اي جنوبي الى المؤتمر كان سيظهر بشكل واضح حقيقة وعمق القضية الجنوبية .

اما وقد " اجتهد" الاخوان اللذين ذهبوا الى صنعاء وحضروا الجلسات الاولى ، وادرك مبكراً الاخ العزيز الشيخ احمد بن فريد الصريمة حقيقة ما يجري وراء الكواليس من جانب ، وقيود ومحددات اللوائح والنظام الداخلي للمؤتمر التي لن تمكن ابناء الجنوب من الحصول على ما يرمون اليه من جانب آخر ، فقد احسن صنعاً بالانسحاب من مؤتمر الحوار . ولاشك انه قد قدم خدمة كبيرة للقضية الجنوبية بهكذا انسحاب . فبأنسحابه اتضح للداخل وللاقليم وللعالم بأن هناك مأزق حقيقي بخصوص القضية الجنوبية ينبغي البحث له عن حل خارج اطار وآليات حوار صنعاء الراهن .

ونأمل من الاخ العزيز الاستاذ محمد علي احمد وبقية الاخوة الجنوبيين المشاركين في حوار صنعاء ان يدركوا ما ادركه الاخ الصريمة .. وان لا يستمروا في " هذا"  الحوار من باب العناد والمكابرة . اما اذا كان في نيتهم "المساومة" او "بيع" القضية الجنوبية فهذا أمر آخر .

 

* كيف ترون وتقيمون موقف المجتمع الدولي حيال القضية الجنوبية ؟

بدايةً ، ينبغي التأكيد على ان ارادة الشعوب هي السلاح الرئيسي لاي شعب في تحقيق آماله وطموحاته ...

اما المجتمع الدولي والاقليمي فهو يبحث عن تأمين مصالحه في اي منطقة من مناطق العالم تحدث فيها هذه المشكلة او تلك. ولا يمكن للمجتمع الدولي والاقليمي الا ان يوائم بين مصالحة وإرادة ذلك الشعب او الاقليم. ولا شك ان المجتمع الدولي والاقليمي يتمنى ان يسود السلام والاستقرار وتتحقق التنمية للجنوب والشمال . فذلك هو العلاج العملي لامراض الفقر والتطرف وظاهرة القاعدة في بلادنا.

كما ولا شك ان المجتمع الدولي والاقليمي يدرك الاهمية القصوى للموقع الاستراتيجي للجنوب  . هذا الموقع المفتوح على العالم بما يزيد عن ألف كيلو متر من الشواطئ المفتوحة . وهذا الموقع الذي يمر عبره (اي عبر مضيق عدن) اكثر من اربعة ملايين برميل من البترول يومياً، هي بمثابة الشريان لتغذية التجارة والصناعة الدولية .

وحيث ان نظام صنعاء قد فشل في العقود الماضية في تأمين السلام والاستقرار والتنمية (وهو الامر الذي فتح المجال للقاعدة والتطرف ومزيد من الفقر) كما فشل في تأمين وخدمة هذه الممرات الحيوية بالنسبة لتجارة واقتصاد العالم  ، فلا شك ان المجتمع الدولي والا قليمي سيتعامل ،  كما اعتقد ،  بعقلية منفتحة لايجاد مخرج عادل للقضية الجنوبية العادلة . واعتقد ان الكرة توجد الآن في ملعب الجنوبيين .  فإن وجد العالم والاقليم جبهة جنوبية متماسكة،  وقيادة جنوبية عاقلة ومدركة بأهمية موقع بلادنا ، ومستعدة وقادرة على تأمين مصالح الجنوب وابناء الجنوب من جانب،  ومصالح الآخرين فيه (اي في الجنوب) من جانب اخر ، اي ان يحققو ما فشل في تحقيقة نظام صنعاء ، فسيتعامل العالم والاقليم مع القضية الجنوبية ومع ابناء الجنوب بما يحقق المصالح المشتركة .

* نقلا عن رأي نيوز