لا شك إن من ينظر إلى تلك القوى ، التي تقف خلف تلك الحرب الدائرة ، في ما يسمى بالجمهورية اليمنية ، يجدها جميعها ليست قوى وطنية ، تنطلق من إيمانها الخالص بالله سبحانة وتعالى ، وإخلاصها للوطن ، ولكنها قوى تبعية للخارج ، تقوم بتنفيذ أجندات خارجية ، إقليمية ودولية ، تخدم المصالح الاستراتيجية ، لدول تتعارض مصالحها الاستراتيجية مع بعضها بعضا ، ومع المصالح الاستراتيجية للجمهورية العربية اليمنية ، والجنوب العربي . مما يجعل أي مراقب ، لما يجرى على الساحة ، يتشائم من المستقبل ، لأن هذا التعارض في المصالح الاستراتيجية الذي ذكرناه سابقا ، حتما يعني إطالة أمد الحرب ، مما يعني مزيدا من الحزن والبؤس والأسى ، والمرض والفقر والقتل ، والجهل والتخلف ، لشعب الجمهورية العربية اليمنية ، وشعب الجنوب العربي ، ومزيدا من الخسائر المادية ، للمملكة العربية السعودية . كان إتفاق جدة الرياض ، إيذانا بنهاية الشرعية اليمنية ، مما يعني نهاية حزب التجمع اليمني للإصلاح ، ذراع حركة الإخوان المسلمين العالمية في اليمن ، وكان هذا الحزب متفهما لذالك ، مما جعلة يفشل اتفاق جدة الرياض ، عبر حكومة الشرعية اليمنية التي يسيطر عليها ، وليس لأن الإتفاق يصب في مصلحة المجلس الانتقالي الجنوبي ، على طريق فك الارتباط بين الجنوب والجمهورية العربية اليمنية ، لإن كل بنود الإتفاق ، تعمل على تمتين أواصر هذا الإرتباط ، وليس العكس ، مما يعني إن الشرعية اليمنية ، كغيرها من القوى الأخرى ، التي تقف خلف هذه الحرب ، لا تنطلق من إيمانها بالله ، أو اخلاصها للوطن ، لهذا فالله والوطن برئ منهم جميعا .