عطفا على ما تناولته في منشور سابق بعنوان "اتفاق الرياض. . المشاهد والشواهد" أود التعرض لمجموعة من الحقائق التي هي عبارة عن بديهيات يبصرها كل ذي عينين:
- إن المجلس الانتقالي متمسكٌ تمسكاً كاملاً بكل ما احتواه اتفاق الرياض ومصمم على التقيد بكل فقراته بما في ذلك تلك الالتزامات التي قطعها ممثلو المجلس نفسه عن المجلس وعن الطرف الجنوبي.
- إن اتفاق الرياض هو حزمة واحدة متكاملة لا يمكن اجتزاؤها أو الانتقاء منها ولا يميز بينها أي مميز ولا يفصلها عن بعضها أي فاصل سوى تلك الاستحقاقات المرتبطة بتواريخ زمنية نص عليها الاتفاق.
- إن أي احتيال أو خداع أو ابتسار أو تمييع لمعاني ومضامين الاتفاق أو استخدام بعضها لتعطيل البعض الآخر وبالتالي لتفخيخ الاتفاق نفسه هي أمور مرفوضة ولا يمكن القبول بها ونثق ثقة كاملة بأن الأشقاء رعاة الاتفاق يدركون ذلك تمام الإدراك.
- إن المجلس الانتقالي ليس لديه محاور ومشارب وأجنحة تتناوش الرأي والرؤية المتعلقين بالاتفاق فقد حسم أمره وأعلن جهارا التمسك بالاتفاق بما في ذلك التنازلات التي قدمها ممثلو المجلس نزولا عند مبادرة ورغبة الأشقاء رعاة الاتفاق كما إن المجلس ليس لديه أي أهداف أو مآرب من وراء توقيعه على الاتفاق سوى الهدف الأساسي لعاصفة الحزم وهو إنهاء الانقلاب الحوثي وإعادة الحكومة الشرعية إلى العاصمة صنعاء..
- وفي ضوء ذلك فإن المرء ليتساءل هل طرف الشرعية لديه رؤية موحدة وواحدة لمضامين اتفاق الرياض؟ أم إن سياسة توزيع الادوار وتبادل المواقع وتعدد المشارب والمآرب واختلاف التفسيرات والمواقف هي الطاغية على موقف الطرف "الشرعي" من الاتفاق؟
- وعطفا على ذلك كيف يمكن لصانع القرار في الشرعية أن يفسر لنا تلك التصريحات المتضاربة والمتصادمة والتي بلغت حد التحريض ضد اتفاق الرياض، من قبل شخصيات نافذة في الحكومة الشرعية؟ وهل ما يصدر عن هؤلاء هو ما يعبر عن موقف الحكومة الرسمي، وبعبارة أخرى من نصدق ومع من نتعامل من أجنحة الشرعية، أمع الذي يرحبون بالاتفاق أم مع من يحرضون ضده ويعلنون أنهم لن ينفذوه ولن يتقيدوا بأي من محتوياته ولا يجدون من يتصدى لهم لا من الحكومة التي وقعت الاتفاق ولا من قبل الأشقاء رعاة الاتفاق؟
- لقد لاحظ المتابعون تلك الحملة التي تشنها أطراف حزبية داخل الشرعية المركزة بإلحاح على لواء الحماية الرئاسية ويعلم كل ذي عينين أنه يتم حشد القبائل وقطاع الطرق َوالمجاميع الإرهابية من داعش والقاعدة إلى أنصار الشريعة للدخول إلى عدن تحت مظلة لواء الحماية الرئاسية وهي لعبة لن يقبل بها لا الانتقالي ولا التحالف العربي ولا أخال الرئيس هادي نفسه سيقبل الارتهان لهذه اللعبة السمجة والمقرفة.
- إن المجلس الانتقالي يثق ثقة كاملة بالأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وبقدرتهم على كشف ألاعيب المتلاعبين وتعرية عبث العابثين، وهم (أعني الآشقاء في التحالف) بلا شك يمتلكون القدرة. والشجاعة ليقولوا لمن يعبث كفى عبثا ولتجار الحروب كفى تجارةً ولأدعياء التذاكي والحذاقة كفى ادِّعاءً فاتفاق الرياض إما أن يكون بكامل فقراته وإما أن لا يكون.