التحريض الجماعي المنظم الموجه ضد شخص معين، الجزم بأنه متلبس بجريمة تستوجب القتل شرعنة تصفيته.
هذه في كل قوانين السماء والأرض تسمى جريمة اشتراك في القتل مستقلة تماماً عن التنفيذ والمنفذ..
ولها عقوبة منفصلة سواءً تم قتل المجني عليه أو لم يتم.
أما إذا أعقب التحريض على القتل عملية اغتيال قاتلة للمجني عليه يتحول الأمر إلى اشتباه مباشر يستوجب الاعتقال والتحقيق في تهمة الاغتيال ذاتها لا في تهمة التحريض فقط.
في اليمن هناك جماعة كفرت الحمدي، وحرضت عليه، ثم قتل الحمدي، وأفلتت الجماعة من المساءلة وأصبح رموزها الذين قادوا حملة التحريض قادة في السلطة التي جاءت بعد المغدور به.
وبعد الحمدي مئات الأسماء من كافة القوى التي كانت تؤيده.. حرضت على الاشتراكي وقادته وكفرتهم، وحكمت عليهم بالردة بعد الوحدة.. ثم انطلقت عمليات التصفية حتى قيام حرب 94 واصبحت الجماعة بعدها حاكمة فعلية للجنوب الشيوعي أرض الاشتراكي الملحد.
حرضت على رئيس دولتها هي علي عبدالله صالح وشرعنت قتله، ثم تفجر به مسجده الذي يصلي فيه ومرافقوه، ثم أصبحت الجماعة ورموزها بعد ذلك هم الشرعية.
حرضت على خالد بحاح ثم تفجر الفندق الذي يقيم فيه، وبعد ذلك أصبح علي محسن الذي هو أيقونة الجماعة منذ عقود وحامي حماها في مكان بحاح نائباً للرئيس.
حرضت على قتل ابو اليمامة، وتم تصفيته ثم تحركت الجماعة لإسقاط عدن واستلام الأرض التي كانت بيد قوات الحزام.
وحرضت ضد جعفر وشنت الحملات، ثم تمت تصفية جعفر، وكانت تريد استلام عدن وتعيين محافظ موالٍ لها.
محافظ سقطرى السابق أيضا ناله التحريض والتخوين، وفجأة خطفه الموت، وأنا أزعم أنه تمت تصفيته بطريقة غامضة.. ثم جاء بعده محافظ يتبع الجماعة ويمضي في طريقها.
وأخيراً تمت تصفية عدنان الحمادي بعد سنتين من التحريض وشرعنة التخلص منه.
في كل مرة لا عقوبة للتحريض الجماعي المنظم بل مكافأة.. ولهذا تستمر الاغتيالات.