قال باحث ومؤرخ أن اليهود الجنوبيون كانوا يعيشون في مناطق متعددة من ارض الجنوب العربي منها على سبيل المثال حبان وهدى والقليته من ارض الواحدي، وبيحان ومعظم يهود بيحان يشتغلون بالحياكة والصباغة ومنها حياكة "المصاون النسائية" اي غطاء الرأس والمقاطب والبراكيل و"الشقق المذبلة" البيحانية الشهيرة في ذلك الوقت ، وفي الجابية ، ولودر والحضن، ويافع، والشعيب، والضالع .
وقال الباحث والمؤرخ الأستاذ "علي محمد السليماني" في موضوع خص به موقع "شبوه برس" وقال في سياقه : لقد كان اليهود يعيشون مع جيرانهم العرب المسلمين في وئام وتعاون ، ويتبادلون السلع والمنتجات ومعظم المهن التي كان يعمل بها اليهود ومن اهمها صياغة الفضة والحلي واﻻجهزة (أغمدة الجنابي) والجنابي والسيوف وادوات الزراعة ، وقد وجدت على حذوة "جهاز" قديم من خلف وكيل عريف في جيش سلطنة الواحدي المرحوم والدي / محمد بضم الحاء_ بن عوض الذيب بن سعيدة السليماني الذي كان "يرتب " حبان مع ابن عمه الجندي علي ناصر حبريش السليماني وعساكر اخرين من جيش سلطنة الواحدي ، وجدت ست نجوم متناثرة على شكل الثرياء هي التي تشكل نجمة "النبي داؤود"عليه السلام، مرسومة على "الحذوة".
وتختلف عن النجمة السداسية التي تتوسط علم دولة اسرائيل ونشاهدها اليوم ؛ومع اﻻسف ضاع "الصدر والحذوة" - مع اشياء اخرى من بيتنا في حرب العام الماضي .
وفي عام 1952 تم تجميع اليهود الى حبان من مناطق مختلفة كآخر دفعة ، وتم نقلهم الى عدن وهم يبكون على فراق عشرة ابناء عمومتهم العرب الجنوبيين المسلمين وكانوا ﻻيحبذون الهجرة ويحبذون البقاء في مناطقهم وبيوتهم وبالمقابل كان الجنوبيون يحبون بقاء اليهود الجنوبيين معهم منطلقين من ماقاله الله عز وجل: لكم دينكم ولي دين .. ومن مصالح واحتياجات متبادلة معهم ولكن توجهات خارجة عن رغبة الطرفين هي التي فرضت نفسها على الجميع .
وماحدث في حبان حول مغادرة اليهود الجنوبيين مناطق تواجدهم في الجنوب العربي حدث ايضا لليهود في مناطق اخرى في الجنوب العربي منها لودر والشعيب ويافع والضالع ومناطق اخرى في شرق ووسط وغرب الجنوب العربي وكانت مشاعر الغضب والحزن تسيطر على الجميع لنفس اﻻسباب من علاقات الود واﻻحترام وتبادل المصالح..
فالطرفين العربي المسلم الجنوبي واليهودي الجنوبي كل منهما كان يكن الود والتقدير للأخر وتربط الجميع مصالح وتعاون وثيق وكانت الأسر تشترك في اﻻفراح وفي اﻻحتفالات وبالمواليد ويتبادلون التهاني والهدايا واكل الطعام وايضا يقدمون التعازي في الوفيات لبعضهم البعض وكل على دينه دون ان يعترض طرف على دين الطرف الاخر او يتعرض لحقوقه وطقوسه الدينية ..
وكان اليهود موزعين على اسر عربيه يتبعونها وتحميهم ..
وﻻ أحد يعتدي عليهم حتى في حالات الحروب القبلية التي تحدث بين القبائل العربية الجنوبية المسلمة البين ، لكن ﻻ أحد بعتدي قط على يهودي.
الجنوب العربي الذي كان يعيش تحت حكم اﻻستعمار البريطاني في سلطنات الحنوب العربي ولم تسجل حالة نهب واحدة كما يذكر من عايشوا تلك المرحلة بل تجد مقابرهم في حبان كما تركوها مازالت قائمة اﻻ مما احدثته عوامل التعرية وتقادم الزمن وحتى بيوتهم بقيت كما تركوها حتى انتهت بتقادم الزمن عليها وعوامل التعرية .
اما في عدن فقد كان وضعهم المعيشي والعملي والثقافي اشمل واوسع بحكم التطور الذي عاشته مستعمرة عدن..
ولعل ماحدث من احداث في عدن عام 1948م كان عملا مدبرا من قبل الوكالة اليهودية والادارة البريطانية بغرض دفع يهود عدن للهجرة من ارض الجنوب العربي الى دولة اسرائيل وقد نجحت في هذه اللعبة..
لكن ظل الكثير في عدن حتى عام 1966م وهاجروا نتيجة للفوضى التي عمت الجنوب العربي وعدن على وجه الخصوص..ومازالت معابدهم وقبورهم موجودة حتى اليوم..
واستولى اليمنيين على المعبد بعد احتلالهم الجنوب بعد حرب 7/7/94 وحولوه الى مركز تجاري واستثماري وبعد تلك الحرب اللعينة صدر الشمال (اليمن ) الى الجنوب العربي ثقافة العنف الديني والتطرف والارهاب من خلال المعاهد العلمية المتطرفة التي كانت منتشرة في العربية اليمنبة ومن خلال الافغان العرب ثم القاعدة وداعش .
ومازال الكبار في الجنوب العربي يقصون حكايات جميلة عن علاقاتهم الطيبة مع يهود الجنوب العربي بل والبعض قص لي ان كواطن عدني جنوبي التقى صدفة في لندن بيهودي كان جارا له في كريتر عدن سابقا ، في سبعينات القرن الماضي فعرفه وتعانقا عناقا حارا حتى سالت الدموع منهما فرحا واذا باليهودي العدني الجنوبي "يعرعر" باللهجة العدنية وكأنه في كريتر عدن من ارض الجنوب العربي.
وهذه رحلة في سفر التاريخ الحديث ، واجمل منها لو عدنا الى تاربخ العرب الجنوبيون ( الجنوب العربي) واليهود ( العبرانيون) قديما في هذا البلد موطن الساميين وما تعرضوا له من سبيء في عهد البابلين الذي غزوا ارض العرب الجنوبيون..