أين يختلف المسلمون ؟

2019-11-18 11:03

 

هل يختلف المسلمون في أركان الإيمان السته ؟ أبدا لم يكن أي اختلاف في ذالك ، وهذه الأركان السته هي أيضا تعبر عن علاقة خاصة بين العبد وربة ، لا يستطيع أيا كان أن يتدخل فيها او يفرضها على أي كان ، لأنها شروط قناعة فكرية وليست شروط أداء عملية .

 

هل يختلف المسلمون في أركان الإسلام الخمسة ؟ أبدا لا يختلفون فيها ، فلا أحد يستطيع أن يزيد أو ينقص في الصلاة أو الزكاة أو الصيام أو الحج أو الشهادة .

 

إذن أين يوجد الاختلاف بين المسلمين ؟ إنه يوجد في شروط قبول عبادة الإيمان وعبادة الإسلام ، بل في الشرط الأساسي لقبول هذه العبادات ، وهو شرط تحري الحلال من الرزق ، وهذا هو الركن الثالث الذي لا يتم الدين إلا به ، إذا سقط ، سقط ركن الإيمان وسقط ركن الإسلام ، أي إن سقوط أي ركن من الأركان الثلاثة يسقط الركنين الآخرين .

 

لقد قرأت لأحد الكتاب العرب يقول : إن هناك من يقول إننا لا نستطيع إن نتقدم إلا إذا عدنا لأصول ديننا الإسلامي الحنيف ، في حين إن كل تلك الأمم التي تقدمت لا تدين بالإسلام ، إن من يقرأ ذالك قرأة سطحية سيقول إن هذا الكاتب على حق ، لكن في الحقيقة هو على خطاء ، فهم عمليا يعملون بما يأمر الإسلام في الرحمة في العدل في المساواة في الحرية في الصدق في الأمانة ، أي أنهم يطبقون الإسلام تعامليا واخلاقيا ، ولا يعملون به عقائديا ، لهذا نجحوا ماديا وفشلوا روحيا ، لهذا تجد إن  عندهم أكثر حالات الانتحار الفردي والجماعي ، وأكثر الأمراض النفسية والعقلية انتشارا ، نتيجة عدم التوازن بين تطورهم المادي وتطورهم الروحي .

 

ولو عاد المسلمون للالتزام بالاركان الثلاثة وهي الإيمان والإسلام والحلال من الرزق ، لعادوا كما وصفهم القرآن ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تؤمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله .... ) .

 

وكان تعديل المادة العاشرة من النظام الجزائي للاعتداء على المال العام ، من قبل مجلس الشورى السعودي ، والخاصة بإعادة المال المنهوب أو المختلس مع مكاسبه ، هي خطوة نحو تثبيت الركن الثالث من أركان الدين ، وهو تحري الحلال من الرزق .