كما قيل عن أئمة السلف " إن الله لينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ، ولاينصر الدولة الغير عادلة وإن كانت مسلمة" ، إذا فالعدالة هي معيار البقاء والاستمرار والنصر لأي نظام وأي دولة بغض النظر عن الدين الذي تعتنقه ، فكيف إذا كانت الدولة عادلة ومسلمة ، فإن الله سيكون عونا لها في الثبات والتمكين والنصر والبقاء .
لاتستطيع أي دولة ولا أي شعب ولا أي إنسان أن يزايد على الشعب الجنوبي في حبهم لإخوانهم العرب والمسلمين ، وفي حسن جوارهم ، وفي حفاظهم على مصالح أشقائهم ، لذلك فإنه وبحفظ الله ثم بعدالة قضيتنا لن تنجح أي مؤامرة على الجنوب ، لاداخلية ولاخارجية ، تحاول احتلال أرضنا وطمس هويتنا ، مهما تعددت وتنوعت تلك المؤامرات ، ومهما كانت مكانة وقوة الداعم لها ، وكثيرة هي تلك المؤامرات على جنوبنا منذو الاستقلال من بريطانيا وحتى اليوم ، والتي كان آخرها مؤامرة 28 أغسطس 2019م ، وقد كانت الخسارة والخزي والفشل من نصيب المتآمرون الخونة ، وسر فشلهم هو عدالة قضيتنا الجنوبية ، التي تكمن في إن الجنوب أرض عليها شعب ذات هوية خاصة به ، وإن الجنوب وإلى قبل العام 1990م كان دولة مستقلة وعضو في الأمم المتحدة وقد آن الآون استعادتها والاعتراف بها .
على الأشقاء في التحالف العربي وعلى رأسهم الشقيقة السعودية ، خاصة وهي اليوم ترعى حوار جدة بين الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية ، و سواء تم ذلك الحوار أو لم يتم ، نجح أو فشل ، عليهم أن يتعاملوا مع الانتقالي الجنوبي ليس وفق مايظنون إنها ستحقق لهم مكاسب سياسية ، على حساب عدالة قضيتنا الجنوبية ، والتي ستكون بطبيعتها مكاسب عمياء ، وإنما عليهم أن يتعاملوا وفق عدالة القضية الجنوبية ومطالب الشعب الجنوبي ، خاصة بعد إن أثبتت العلاقة الإستراتيجية بين السعودية والجنوبيين التي تكللت من بعد طرد الحوثيين من الجنوب ، إن استقرار أمن الشقيقة السعودية هو من استقرار الجنوب ، واستقرار الجنوب لايكون إلا بتثبيت يد أبناءه عليه ، أي تثبيت يد الانتقالي حاكما ومسيطرا على كل الجنوب .
حزب الإصلاح اليمني المنطوي في إطار مشروع حركة الإخوان العالمية ، لن يهدى له بال وسيحاول بكل جهده الكيدي والدموي والإجرامي خلخلة وتشويه تلك العلاقة الإستراتيجية المستقرة التي نشأت بين الشقيقة السعودية والجنوبيين ، من خلال إيهام السعودية ، إن القضاء على الحوثيين واستقرار أمن المملكة لايكون إلا بتمكينهم السيطرة على المحافظات الجنوبية ، وهذا محال أن يكون عند الشعب الجنوبي والانتقالي ، هم بذلك أي الإصلاح يكذبون ويتحايلون على السعودية ، وحقيقتهم إنهم بتلك النغمة الخبيثة فقط يسعون للإيقاع بالسعودية ولا تدري إلا وهي وجها لوجه في معركة عسكرية حقيقية مع إيران وحلفائهم الحوثيين من جانب الشمال ومع تركيا وقطر وحلفائهم الإخوان من جانب الجنوب .
على الشقيقة السعودية أن تتدارك تلك الوقيعة وذلك الخطر برفضها كل تلبيسات الإصلاح الشيطانية عليها ، من إن استقرار أمنها الداخلي لايكون إلا على حساب مطالب شعب الجنوب وعدالة قضيته ، وعليها أن تثق كل الثقة إن استقرارها لايكون إلا باستقرار الجنوب بيد أبناءه (الانتقالي) .